أزمة مفتعلة
تطور مفاجئ وغريب يلغي مباراة الإمارات والكويت الودية بمدينة جولد كوست الأسترالية بالأمس!
والمفاجأة في أن الإلغاء يأتي والفريقان في الملعب، قبل أن تنطلق المباراة مباشرة، أما أسباب الإلغاء فهي المفاجأة الأكبر، وتشعر، قبل أن أحكي لك ما حدث، أنها أشبه بأزمة مفتعلة، لأن هناك شيئاً عالقاً في النفوس!! ولولا أن الأمر كذلك، ما كان له أن يصل إلى ما وصل إليه، من إلغاء مفاجئ لمباراة ودية، كان من المفترض أنها ستفيد الفريقين معاً، وأن عدم إقامتها سيلحق الضرر بهما أيضاً!!
عموماً، حكاية الإلغاء منشورة على صفحاتنا اليوم، وهي باختصار شديد، تتعلق باتفاق مسبق بين الفريقين بعدم إذاعة المباراة أو تسجيلها، بناء على رغبة المدرب الإماراتي مهدي، وقبل المباراة مباشرة، فوجئ الجانب الإماراتي أن هناك كاميرا خاصة بالمنتخب الكويتي ستسجل المباراة، بأمر من نبيل معلول مدرب المنتخب الكويتي، الذي أراد، حسب الرواية الكويتية، أن يستفيد من التسجيل، لمزيد من دراسة أمور فريقه الفنية، كونه ما زال حديث العهد بتدريب الكويت، المهم.
اعترض مهدي بناء على اتفاق مسبق، وعلى الجانب الآخر، أصر معلول على موقفه، وفجأة تصاعدت الأمور تصاعداً سريعاً ودرامياً، يؤكد ما ذهبت إليه من أن المشكلة العابرة التي حدثت إبان دورة الخليج بين الفريقين، كانت حاضرة في تلك اللحظات في أستراليا!!
فقد أعطى مهدي تعليماته للأمن بمنع التصوير، حسب الاتفاق، فما كان من معلول إلا أن رفض إقامة المباراة، وليت الأمر توقف عند ذلك، فعندما أراد منتخب الإمارات أن يجري تقسيمة بين لاعبيه، كبديل للمباراة الملغاة، فوجئ بأن المنتخب الكويتي قرر التدريب على الملعب.
وهذا ليس من حقه، لأن الملعب قام منتخب الإمارات باستئجاره لإقامة المباراة عليه، وتطور الأمر، وتم إطفاء الإنارة وتشغيل خراطيم المياه في الملعب، بتعليمات من مهدي، حسب الرواية الكويتية، بل أيضاً قالت إن أمن الملعب حدثت بينه وبين لاعبي الكويت بعض المناوشات، كادت تصل إلى المدرب معلول!!
هكذا كانت الأمور ساخنة وعصبية بين المدربين والمنتخبين، وهكذا حضرت أحداث دورة الخليج في أستراليا، والفريقان هما الخاسران بإلغاء التجربة، لأنه من الصعب الاتفاق على مباريات جديدة، هكذا فجأة دون اتفاق مسبق، وبالطبع قام كل جانب بشرح المشكلة التي تحولت فجأة إلى أزمة دونما داع، وموقع الاتحاد الكويتي وصف ما حدث من مهدي.
ومنتخب الإمارات أنه تصرف بعيد عن الروح الرياضية، في الوقت الذي حرص فيه المسؤولون عن منتخب الإمارات بعدم توصيف الأمر أو إدانته، فقط شرحوا الأمر من منطلق أنه كان هناك اتفاق مسبق بعدم إذاعة المباراة أو تسجيلها، وأن منتخب الإمارات تمسك بهذا الشرط المسبق، ورفض التصوير من كاميرا الجانب الكويتي.
كلمات أخيرة
ما كنا نتمنى وقوع هذه المشكلة الطارئة بين منتخبين شقيقين، لا سيما أنها حدثت في الملعب وقبل إطلاق المباراة مباشرة، وفي النهاية، الفريقان هما الخاسران بعدم إقامة المباراة التي كانت بمثابة بروفة أخيرة قبل انطلاق نهائيات كأس آسيا في التاسع من الشهر الجاري.
أيضاً، ما كنا نتمنى أن يتسرع موقع الاتحاد الكويتي في توصيف الواقعة بأنها تفتقد للروح الرياضية من الجانب الإماراتي، في مثل هذه الأحوال، ضبط النفس يكون أولى وأدعى إلى الحكمة، حتى لا يتطاير الشرر بين فريقين شقيقين، بسبب حكاية من المفترض أنها تافهة لا ترقى إلى مستوى الأزمة التي نشبت فجأة بين مهدي ومعلول!!
(المصدر: البيان 2015-01-04)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews