مَنْ المستفيد؟
بصراحة لم نكن نتمنى أن نخوض في موضوع كهذا في مثل هذا التوقيت الحرج، كما أننا لم نكن ننتظر أن يتصاعد موضوع المباراة الودية المقررة بين منتخبنا الوطني والكويت إلى درجة الإلغاء، نتيجة لتعنُّت وإصرار مدرب الأزرق الذي تخلى عمّا تم الاتفاق عليه بشأن عدم تسجيل المباراة تلفزيونياً لدواعٍ فنية، وأصر على إدخال الكاميرات لتصوير المباراة، ما دفع بالجانب الإماراتي لاتخاذ قرار الإلغاء وعدم إقامة المباراة الودية المقررة لها يوم أمس في معسكر غولد كوست بسبب عدم التزام الجانب الكويتي بما تم الاتفاق عليه بين الجانبين مسبقاً.
في الحقيقة لا نودُّ أن نقف في موقف الدفاع عن مدرب منتخبنا الوطني الكابتن مهدي علي، الذي اشترط مسبقاً عدم تسجيل المباراة، ومنع دخول الكاميرات التلفزيونية لأسباب فنية، وطالما أن الطرفين اتفقا على المبدأ من البداية وبناء عليه تم الاتفاق على إقامة المباراة بين المنتخبين اللذين يستعدان لخوض معترك نهائيات كأس آسيا التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أيام معدودة، وطالما أن الجانبين وافقا على ذلك الشرط، فأعتقد أن من يخالف الاتفاق ويخرج عليه هو من يتحمل مسؤولية إلغاء المباراة الودية المهمة لكونها الأخيرة قبل بدء المنافسات الرسمية.
أمام تلك الأحداث المفاجئة التي أربكت الحسابات الفنية لكلا المنتخبين نتساءل: لماذا خالف الجهاز الفني لمنتخب الكويت ومدربه الكابتن نبيل معلول ما تم الاتفاق عليه مسبقاً؟ ولماذا لم يتحرك أحد من الجانب الإداري في منتخب الكويت لتسوية الموضوع بطريقة ودية تضمن إقامة المباراة التي من شأنها أن تعود بالفائدة على كلا المنتخبين؟ ولماذا وصلت الأمور إلى تلك المرحلة من التوتر التي كادت أن تصل بالأمور إلى ما لا تحمد عقباه بين المنتخبين الشقيقين، في الوقت الذي كان بالإمكان احتواء الموضوع بطريقة سهلة في حال تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشأن عدم دخول كاميرات الفيديو وعدم تصوير المباراة حسب اتفاق الجانبين؟ وبما أن هذا الشرط كان حاضراً منذ البداية وأن الطرفين وافقا عليه، وطالما أن الجهاز الفني والإداري في منتخبنا التزم بذلك الشرط كان من الأحرى أن يلتزم الجهاز الفني لمنتخب الكويت هو الآخر بنص الاتفاق، بدلاً من مخالفة ما تم الاتفاق عليه عبر الإصرار على إدخال كاميرات الفيديو وتصوير المباراة، الأمر الذي دفع بالجهاز الفني لمنتخبنا وأمام ذلك الإصرار من الجانب الكويتي على تصوير المباراة باتخاذ قرار إلغاء المباراة الذي لم يتضرر منه المنتخبان من الناحية الفنية فقط، بل تخطى ذلك لأنه أضر أكثر بالعلاقة بين الاتحادين الشقيقين نتيجة تعنُّت مدرب المنتخب الكويتي الذي خالف العهود والاتفاقات.
كلمة أخيرة
المكابرة والعناد لم يتسببا في إلغاء المباراة المقررة بين منتخبنا وشقيقه الكويتي فقط، بل أحدثا شرخاً متعمداً في جدار العلاقة بين الاتحادين الشقيقين .. فمَنْ المستفيد؟
(المصدر: الرؤية 2015-01-04)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews