15 ألف مقاتل أجنبي تسللوا لسوريا منذ الحرب بينهم 3 آلاف أوروبي
كشف مسئولون ألمان وأمريكيون أن برلين قدمت سرا معلومات مفصلة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، خاصة بمئات المواطنين الألمان والمقيمين الشرعيين الذين يشتبه فى انضمامهم للجماعات المتطرفة فى سوريا والعراق.
أن هذا يأتى بينما بدت الحكومة الألمانية فى أوج غضبها من الولايات المتحدة بعد الكشف عن برامج التجسس الأمريكية العام الماضى. فعلى أثر كشف إدوارد سنودن، الموظف السابق بوكالة الأمن القومى، برامج التجسس التى طالت العديد من قادة العالم، ومن بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قامت برلين بطرد مسئول رفيع فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وبدأت تحقيقا فى برامج التجسس الأمريكية على أراضيها، وطالبت باعتذار رسمى من الرئيس باراك أوباما عن سنوات التجسس على الهاتف الخلوى لميركل.
وفى خطاب أمام البرلمان العام الماضى، حذرت ميركل من أن التعاون بين الولايات المتحدة وألمانيا سيتم تقليصه، معلنة أن الثقة بين البلدين فى حالة لإعادة البناء.
إن هذا التعاون لم يتوقف قط، فعلى مدى عام 2014 أمدت ألمانيا حلفاءها فى واشنطن بمعلومات سرية مفصلة عن المئات من مواطنيها وغيرهم من المقيمين الشرعيين على أراضيها، ممن يشتبه فى انضمامهم للجماعات المتطرفة فى سوريا والعراق.
وأوضح مسئولون من واشنطن وبرلين أن تيار المعلومات تضمن أسماء وأرقام الهواتف المحمولة وعناوين البريد الإلكترونى وبيانات حساسة أخرى كانت أجهزة الأمن الألمانية تتردد من قبل فى جمعها بعتبارها انتهاكا للخصوصية.
ووصف مسئول استخباراتى ألمانى رفيع العلاقة مع الولايات المتحدة بالزواج المختل الذى تقلصت فيه الثقة لكن انهياره ليس خيارا.
وبحسب المسئولون فإن أكثر من 550 مواطنا ألمانيا ذهبوا للمشاركة فى الحرب الأهلية فى سوريا، قتل منهم 9 على الأقل فى هجمات إنتحارية.
ويأتى هذا النزوح كجزء من تدفق أوسع لأكثر من 15 ألف من المقاتلين الأجانب الذين تسللوا إلى سوريا على مدى السنوات الأربع الماضية من 80 بلدا حول العالم.
أن ما لا يقل من 3 آلاف من أولئك المقاتلين الأجانب هم من جنسيات أوروبية، فى أكبر عدد للجهاديين الإسلاميين الذين يحملون جوازات سفر غربية، تواجهه وكالات مكافحة الإرهاب من أى وقت مضى. ونتيجة لذلك، فإن تقريبا جميع البلدان الأوروبية ترسل بيانات مهمة بشأن المقاتلين الذين غادروا للشرق الأوسط، إلى الاستخبارات الأمريكية.
ورغم أن بعض هذه الدول، بما فى ذلك ألمانيا، لديها أجهزة أمن واستخبارات قوية، لكنها لا تصل إلى قوة وقدرة نظيرتها الأمريكية على الوصول إلى مزيد من المعلومات الخاصة بالإرهاب.
أن الولايات المتحدة هى البلد الوحيد التى تحاول تجميع قاعدة بيانات شاملة لجميع المقاتلين الأجانب الذين عبروا الحدود إلى سوريا. فالمركز الوطنى لمكافحة الإرهاب NCTC يضيف بيانات جديدة كل أسبوع، غالبا ما تبدأ بمعلومات قليلة متناثرة عن هويات المقاتلين ثم يجرى ملء تفاصيل اخرى مستمدة من ترسانة من أصول الاستخبارات الأمريكية الموجه حاليا لسوريا.
(المصدر: واشنطن بوست 2014-12-30)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews