رئيس شرطة نيويورك: الإحباط المحيط بالشرطة في الولايات المتحدة "غيض من فيض"

قال بيل براتون، رئيس شرطة نيويورك، إن الإحباط فى نيويورك وجميع أنحاء الولايات المتحدة المحيط بالشرطة "غيض من فيض"، موضحا أن الأمر يتعلق بمعدلات الفقر واستمرار اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

وأضاف براتون خلال مقابلة مع قناة "إن.بى.سى"، الأحد أن الأمر يتعلق أيضا بقضايا البطالة، فهناك قضايا وطنية عديدة لابد من معالجتها إذ إن الأمر لا ينحصر على الشرطة فقط، كما يعرف الجميع.

وتشهد الولايات المتحدة توترات منذ الصيف الماضى بسبب مقتل وشاب سود أعزلين، على يد الشرطة فى حادثين منفصلين، مما أسفر عن تصاعد الاحتجاجات وإثارة أعمال العنف ضد الشرطة فى ولايتى نيويورك وميزورى. فضلا عن محاولات انتقامية حيث قام شاب أسود، الأسبوع الماضى، بقتل شرطيين فى بروكلين.

وقام الشاب الأسود إسماعيل برنسلى، 28 عاما، بإطلاق النار على اثنين من ضباط الشرطة فى بروكلين، فى الـ20 من الشهر الجارى، انتقاما لمقتل إريك جارنر ومايكل براون، الذين قتلوا برصاص شرطيين آخريين فى يوليو وأغسطس الماضى بسبب النهج المتشدد للشرطة الأمريكية فى التعامل مع السود.

وبينما أبدى عمدة نيويورك بيل دى بلاسو، دعمه للمحتجين، فإن مئات ضباط الشرطة الذين حضروا جنازة الضابطين، أداروا ظهورهم عندما هم بلاسيو بالحديث.

وقال براتون إن الصدع بين عمدة المدنية والشرطة من المرجح أن يستمر لفترة أطول. وأشار العمدة السابق لنيويورك، رودى جوليانى، خلال لقاء مع محطة "سى.بى.إس"، إلى ضرورة أن يقدم بلاسيو اعتذارا لشرطة نيويورك.

وقال جوليانى إن العمدة الحالى خلق انطباعا لدى الشرطة، ربما أو بالتأكيد غير مقصود، أنه يقف فى صف المتظاهرين. وأضاف "على الرغم من أن بعض التظاهرات كانت مشروعة تماما، لكن البعض الآخر كانت رهيبة حيث صرخ المحتجون "اقتلوا الشرطة".

وأكد جوليانى على تصريحاته السابقة بأن الرئيس باراك أوباما ساهم فى الجو المعادى للشرطة، بسبب علاقته بالقس آل شاريتون، الناشط فى مجال الحقوق المدنية ومستشار البيت الأبيض، والمعروف بمعاداته للشرطة.

ويشير العمدة السابق، إلى أنه فى كثير من الأحيان، عندما يتحدث الرئيس أوباما عن قضايا الشرطة يكون شاربتون جالسا بجانبه. ويشدد بالقول "لقد جعلت شاربتون مستشارا مقربا، وبذلك فإنك تحول الشرطة فى الولايات المتحدة ضدك". ويؤكد براتون أن الضباط فى نيويورك يشعرون أنهم يتعرضون لهجوم من الحكومة الاتحادية على أعلى مستوى. وخلص مشيرا إلى أن قضايا الثقة بين المجتمع الأسود والشرطة تشكل مشكلة حقيقة إصلاحها ينطوى على آلام.

(المصدر: واشنطن بوست 2014-12-29)