تونس تنجو من الربيع العربي وتكمل تجربتها الديمقراطية
أن تونس التى بدأت أولى موجات الربيع العربى نجحت فى الخروج بأقل الخسائر من توابع الثورات العربية التى اجتاحت المنطقة، فهى لم تنغمس فى العنف والتشتت السياسى الذى باتت عليه أغلبية دول الربيع مثل ليبيا وسوريا واليمن، ونأت بنفسها من القلاقل السياسية التى اجتاحت المشهد السياسى المصرى خلال السنوات الأربع الماضية.
بدأت تونس مسيرتها بعد ثورة الرابع عشر من يناير بتشكيل جمعية تأسيسية استطاعت تقديم دستور ثالث للبلاد يحافظ على مدنية الدولة وعلمانيتها، دون التورط فى سيناريو العنف والرغبة الجامحة على السيطرة التى تنتاب الكثير من القوى السياسية بعد الثورات.
إنه رغم حدوث اغتيالات سياسية وبزوغ حركات إسلامية متطرفة، استطاع المجتمع التونسى أن يكمل تجربته الديمقراطية مفضلا لغة الحوار والمناظرة السياسية، لتخرج الجماهير بعد أربع سنوات لانتخاب السبسى مفضلة الحفاظ على هوية المجتمع المدنية، لتنتخب رئيس حزب النداء الليبرالى.
أن سنوات من تطوير المنظومة التعليمية فى تونس أثمرت بإنتاج مجتمع ناضج يفضل الحوار السياسى على غيره، متجاهلا بعض الأصوات التى ترى فى انتخاب الباجي قائد السبسى الذى تولى بعض المناصب فى عهد الرئيس السابق "بن على" الذى أطاحت به الثورة التونسية، ومن قبله الرئيس "الحبيب بورقيبة" نكسة للثورة، فهو ليس إلا تأكيد على مسار الديمقراطية.
أن لغة الحوار التى يستخدمها السبسى السياسى المحنك ذو الـ88 عاما، والتى يستشهد فيها كثيرا بآيات قرآنية لتخفيف مخاوف المعتدلين من التيار الإسلامى، مبرزة أهم التحديات التى عليه مواجهتها فى الفترة القادمة، وهى البطالة، والتضخم والتطرف والانفلات الأمنى، بعد نجاح الشعب التونسى فى النجاة من زوابع الربيع العربى.
(المصدر: الغارديان 2014-12-27)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews