ماذا قال رئيس ديوان شارون عن سلام فياض ؟
جي بي سي - : " نهاية حزيران 2002 اتصلت مستشارة الأمن القومي في إدارة " بوش " " غونداليسا رايس" وقالت لي" عينت السلطة الفلسطينية وزير مالية جديد دكتور سلام فياض وهو اقتصادي وبنكي معروف جدا في واشنطن بصفته موظفا كبيرا في صندوق النقد العالمي انه رجل مؤهل ومنطقي وصادق يجب أن نساعده عبر تحويل أموال الضرائب " هكذا استهل رئيس ديوان ارئيل شارون السابق " دوف فايسغلاس" مقابلته التي نشرها الأربعاء في صحيفة " يديعوت أحرونوت " تحت عنوان " استقالة فياض سيئة للفلسطينيين وسيئة لنا ".
وأضاف فايسغلاس " فورا عرفت ماذا تقصد " رايس " إذ نقوم وبناء على اتفاقية أوسلو بجمع عائدات الجمارك والضرائب المفروضة على السلع المستوردة للمناطق الفلسطينية ونقوم بتحويلها للسلطة شهريا وقررت إسرائيل وقفها مع بداية أحداث الانتفاضة الثانية عام 2000 ونقلت من فوري طلب " رايس" لرئيس الوزراء حينها شارون الذي رفض فورا تلبية الطلب الأمريكي وهنا طلبت " رايس" أن نتحدث مع فياض في كل الأحوال وطلبت منا أن نشرح له موقفنا " أوضحوا له " قالت لي فذهبت مع المستشار السياسي " داني ايلون" إلى منزل السفير الأمريكي للاجتماع مع فياض وتعرفنا على رجل متواضع يسير بلطف وبارع بطريقة تترك أثرا ايجابيا .
وأوضح فياض موقفه قائلا " أنا وزير مالية دون أموال " وأموال الضرائب التي سرقتها إسرائيل تشكل 70% من ميزانية السلطة ولا يمكنني أن اعمل شيئا في ظل استمرار توقفها.
وقدم فياض شرحا مفصلا عن خطته القادمة أكد فيه عزمه على إعادة تنظيم الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتحسين وتطوير الاقتصاد الفلسطيني ومحاربة الفساد والاحتكارات ووقف العنف وإعادة الأمن والاستقرار للضفة وقال " طالما غاب الأمن عن الإسرائيليين فلا يمكن للفلسطينيين أن يشعروا به وطالما غاب الأمن عن الشعبين فلن تكون لهما حياة طبيعية".
وواصل " فايسغلاس " روايته تفاصيل اللقاء والانطباع الأول قائلا " عدت إلى شارون وقلت له انه رجل مثير للإعجاب وفي ظل هذا الوضع السيئ لا يوجد لدينا ما نخسره لذلك أرى أن نمنحه فرصة وإذا اتضح لنا أن الأموال تجد طريقها إلى أيدي غير جدية نوقف تحويلها مرة أخرى وهنا هز شارون رأسه بالموافقة وتم استئناف عملية تحويل الأموال".
احدث فياض منذ توليه منصب وزير المالية ومن ثم رئيس الوزراء ثورة في مستوى حياة الفلسطينيين وفي مجال العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية فتم إعادة تنظيم قوات الأمن الفلسطينية واستبدل جيل الانتفاضة بأشخاص مناسبين ومؤهلين وطردت " العصابات المسلحة " التي سيطرت على الشوارع الفلسطينية وتم تصفية الجريمة وتوقف " الإرهاب" الموجه ضد الإسرائيليين والمنطلق من الضفة الغربية بشكل كامل تقريبا وادخل إصلاحات ثورية وكبيرة على نظام الحكم في السلطة ومنظومة إدارة الأموال وفكك الاحتكارات العائلية التي سيطرت على حركة الاستيراد والتجارة وكاد فياض أن يدفع حياته مقابل كل إصلاح من هذه الإصلاحات ".
واختتم " فايسغلاس" مقالته بالقول " من المهم أن أشير إلى أن فياض رجل عام شجاع ويقيم ويدير الأمور بأمانة لكنه ليس برجل سياسة وما كان لانجازاته أن تتحقق لولا الدعم السياسي والجماهيري الذي قدمه أبو مازن الذي يتفق مع فياض على معارضة " الإرهاب" والعنف كوسيلة لحل الصراع مع إسرائيل حيث قال خلال مؤتمر العقبة عام 2004 :"لا يوجد حل عسكري للصراع " وأعلن خلال المؤتمر المذكور وقف نهائي وقطعي" للإرهاب " ضد الإسرائيليين أينما كانوا وهذا ما نفذه الاثنان سلام فياض في مجال التنفيذ والفعل وأبو مازن منحه الغطاء والدعم هؤلاء هم " اللا شريك "بالنسبة للحكومة السابقة فيما لا زالت الحكومة الحالية غير متفرغة لهم.
إن استقالة فياض وانسحابه من الحياة الرسمية خسارة للفلسطينيين والإسرائيليين. إن السلطة دون فياض وقريبا دون أبو مازن أيضا ستكون سلطة أخرى ويمكن للموقف الإسرائيلي القائل " لا يوجد من نتحدث معه أن يتحول إلى نبوءة تحقق ذاتها " . ( يديعوت أحرونوت 17/4/2013 ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews