إسرائيل : حماس تهرب الأسلحة رغم الحصار المصريّ

جي بي سي نيوز - : على الرغم من المزاعم الإسرائيليّة القائلة إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي تمكّن من تدمير البنية التحتيّة والترسانة العسكريّة لحركة حماس في العدوان الأخير الصيف الماضي على قطاع غزّة، فإنّ صنّاع القرار في تل أبيب، من المستويين السياسيّ والأمنيّ، لا يخفون قلقهم وتوجسّهم العميقين من ترسانة حماس.

فقد نقل موقع "0404" العبريّ عن مارك بيري قوله في تقرير نشرته مجلة (فورين بوليسي) الأمريكيّة، إنّ العملية العسكرية الأخيرة لم تؤدّ إلّا إلى زيادة التشدد والتطرف في غزة. وتحت عنوان (لا يمكنك قتل حماس، بل تجعلها أقوى)، قال الصحافي بيري إنّ محاولة إسرائيل منذ 8 أعوام إخضاع حماس قد انتهت بالفشل، ولكن حملاتها العسكرية المتكررة ربما خلقت جيلاً فلسطينيًّا متشدّدًا وهمشّت حلفاء إسرائيل، وخلُص الصحافي إلى القول، نقلاً عن مسؤول أمنيّ أمريكيّ قوله إنّه جاء الوقت لتعترف فيه إسرائيل بأنّ سياسة عزل حماس وإضعاف فتح ومواجهة أمريكا لم تنجح، وربما حان الوقت لتجربة شيء آخر، على حدّ تعبيره.

في السياق ذاته، ذكر موقع "يديعوت أحرونوت" العبري على الإنترنت أنّ حركة حماس استخلصت من الحرب الأخيرة على غزة أنّ الأنفاق الهجومية تُشكّل أحد العناصر الأساسية للقتال ضد إسرائيل. ولذلك قرّرت الذراع العسكرية فيها التقدم نحو هذا الاتجاه.

ونقل الموقع الإسرائيليّ عن مصادر فلسطينية في القطاع، أنّه في أعقاب تبلور سوق سوداء للإسمنت الذي يدخل إلى القطاع، عن طريق إسرائيل، تمكّنت حركة حماس من السيطرة عليه لاستخدامه لأغراض عسكرية، مثل بناء الجدران الإسمنتية للأنفاق، على حدّ قوله. لكن هذا القرار يطرح علامات استفهام حول ما إذا كان يهدف إلى تبرير التشدّد في منع إعادة أعمار القطاع، عبر منع تدفق هذه المواد، أو على الأقل التشدّد في تقنينها؟

إلى ذلك، أوضح الموقع أنّ حركة حماس بدأت أيضًا بإنتاج الصواريخ من مواد يجري تهريبها من مصر عن طريق البحر، أوْ عن طريق أنفاق رفح. ولفت إلى أنّه على الرغم من الحملة المصريّة المتواصلة، في شبه جزيرة سيناء وعلى الحدود مع قطاع غزّة، فلا يزال هناك العشرات من الأنفاق النشطة.

وأضاف التقرير إنّ حماس أجرت في الأسابيع الأخيرة عشرات التجارب على إطلاق صواريخ صوب البحر، وأنّ كميّة الصواريخ الموجودة لدى الحركة تقدّر بالآلاف، لكنها لا تزال بعيدة عن الكمية التي كانت متوافرة لديها قبل الحرب العدوانية الأخيرة.

على صلة بما سلف، أعربت مصادر عسكرية إسرائيلية، الجمعة، عن قلق أجهزة الأمن الإسرائيليّة من تجارب حماس الصاروخية الأخيرة، وذلك بعد رفعها لوتيرة هذه التجارب خلال الأسابيع الأخيرة وإطلاقها لـ 11 صاروخًا باتجاه البحر عدا عن فشل تجربتين.

وأضافت المصادر العسكرية لموقع "0404" العبريّ أنّه يُلاحظ تكثيف حماس لتجاربها الصاروخية مؤخرًا، بالإضافة لتجاربها على قذائف الهاون وإطلاق نيران القناصة والتدّرب على الأسلحة الرشاشة، استعداداً لمواجهة جديدة. ونقل الموقع عن مصدر عسكريّ إسرائيليّ وصفه بأنّه رفيع المستوى قوله إنّ الجيش الإسرائيليّ يقوم بمتابعة كلّ حركة لحماس في قطاع غزّة، حيث يُحاول التنظيم ترميم وضعه العسكريّ بعد الضربة القوية التي تلقاها خلال الحرب الأخيرة، بحسب أقواله.

علاوة على ذلك، ادّعت مصادر أمنيّة إسرائيليّة، وُصفت بأنّها مطلعة على الأوضاع في قطاع غزّة، أنّ كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس أجرت تجربة صاروخية قبل عدّة أسابيع. وزادت المصادر عينها قائلةً إنّ التجربة تضمنت إطلاق صاروخين تجريبيين تجاه البحر انطلاقًا من قطاع غزة.

وتقول المصادر العسكرية الإسرائيلية إنّ حركة حماس رفعت من وتيرة تجاربها الصاروخية التي تُجريها بشكلٍ مستمرٍ ومُتصاعد منذ انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزّة في الصيف الماضي. أمّا ألأسلحة الرئيسية التي تستخدمها حماس وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، فهي ترسانة من الصواريخ غير الموجهة، ويعتقد أنّ معظمها هُرّب عبر أنفاق إلى غزة، ووصلت صواريخ أخرى بحرًا فيما يتم تصنيع عدد آخر في القطاع نفسه.

وتشمل هذه الصواريخ: الصاروخ فجر-5 الإيراني الصنع الذي يبلغ مداه 75 كلم وصواريخ إم-75 المصنعة في غزة ويبلغ مداها 80 كلم. وهما صاروخان قادران على بلوغ القدس وتل أبيب. كما أن حماس حصلت على صواريخ إم-302 السورية الصنع والتي يصل مداها إلى 160 كلم. يُشار إلى أنّ الأرقام المتعلقة بقوة حماس العسكرية تظل غير واضحة رغم كل شيء، غير أنّ تقرير (الميزان العسكري لعام 2014) الصادر عن (المعهد الدوليّ للدراسات الإستراتيجيّة) ذكر أن ّلدى كتائب القسام نحو 10 آلاف عنصر فيما يبلغ عدد مجموعات الأمن الداخلي حوالي 12 ألفًا.