مباراة استثنائية!
من منا كان يتوقع في بداية الموسم أن تكون مباراة الشباب والعين المؤجلة التي تقام اليوم، أهم مباريات الدور الأول على الإطلاق، إن لم تكن أهم مباريات الدوري كله حتى الآن؟!
وتسألني لماذا؟! فتأتي الإجابة كما أراها على النحو التالي:
أولاً: لأنها جاءت بين فريقين كبيرين لهما مكانتهما في كرة الإمارات، ناهيك عن أن مبارياتهما دائماً ما تكون لها نكهة خاصة من حيث حلاوة اللعب وقوة التنافس وغموض النتيجة.
ثانياً: إذا كان العامل السابق يخص المسابقة بصفة عامة ويؤثر في حلاوة التنافس فيها من خلال الفريقين، فإن هذا العامل الثاني يبدو أكثر إثارة، كون المباراة جاءت حاسمة في لعبة التنافس القوي بين الفريقين على بطولة هذا الموسم، وليس فقط «بطولة الشتاء» .
كما يحلو للخبراء تسميتها، وأنا لا أعارض ذلك، بل أقفز فوقه وأقول، إن المباراة من الممكن أن تلعب دوراً كبيراً، ليس فقط في لقب بطل الشتاء، بل في لقب الدوري كله.
ثالثاً: الحسبة كما أراها بالنسبة للشباب تقول، إنه لو استطاع الفوز اليوم فسوف يتمكن من القفز على القمة في ختام مشهد الدور الأول، وسيظل على هذا الحال طوال فترة التوقف التي ربما بلغت أربعين يوماً بالتمام والكمال، وهذا من شأنه أن يقوي من شوكة نادي الشباب ويرفع ثقته في نفسه بإمكانية إحراز اللقب هذا الموسم.
ويقيني أن الشباب لا ينقصه شيء من أجل المنافسة الشرسة على اللقب، وأقصد استخدام كلمة الشرسة، فأنا لست معه مطلقاً مع سياسة اللين والمهادنة والاختباء أحياناً والتي يتبعها حالياً ومنذ ثلاثة مواسم حتى لو كان يناور، لأن هذه السياسة لم تحقق النجاح الكامل، أنا شخصياً من أنصار «خذوا ما آتيناكم بقوة» على غرار ما يتبعه حالياً مدرب الجزيرة الذي يجاهر بعد كل مباراة بأنه لا يلعب إلا على اللقب!
رابعاً: أما الحسبة كما أراها بالنسبة للعين، أنه بحاجة ماسة للفوز بمباراة اليوم على وجه الخصوص حتى يؤكد لنفسه ولمن يرشحه أنه جدير بهذا الترشيح، ولعل الفريق قبل غيره يدرك ذلك جيداً، ونحن لانزال نتذكر تلك الفرحة العارمة التي انتابت الشيخ عبدالله بن محمد في أعقاب كل هدف كان يسجله العين في مباراة الشارقة.
لأنه كان يدرك أهمية الفوز على الشارقة أولاً، من أجل استمرار الفوز على الشباب ثانياً، لتأكيد الجدارة والسعي نحو لقب هذا الموسم الذي يراه الكثيرون في المتناول دونما عناء شديد، طالما أن الأهلي أصبح خارج الخدمة إلى حد بعيد!
خامساً: هكذا تبدو أهمية نتيجة مباراة اليوم للفريقين معاً، ودعونا نتفق أن المنطق يقول إن هناك مباريات كثيرة تعتبر بمثابة مفترق طرق، ولأنها كذلك، فنتيجتها دائماً تكون أبعد كثيراً من مجرد نقاط ثلاث، من أجل كل ذلك نقول عن مباراة اليوم إنها مباراة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
كلمات أخيرة
دورينا في حاجة لكثير من الإثارة حتى نجلب له المزيد من الجماهير التي هجرت الملاعب بصورة غير مسبوقة هذا الموسم، وشخصياً كنت سعيداً بتلك المساجلة التي حدثت بين مدربي الوصل والجزيرة، كالديرون وغيرتس، وسعيد أيضاً بتجاوب حمد بن نخيرات العامري في تصريحاته الأخيرة بشأن الروزنامة الهيروغليفية، والتشفير الكاذب، وبعث مباراة السوبر، بعد أن رحمها الله! وأنا مع الحراك الذي حدث بشأن عقد المدرب الوطني الناجح مهدي علي، وهل هو 5 سنوات أم أكثر أم أقل ولماذا؟!
ومع ما هو أكبر من كل ذلك، دونما حرج ودونما خوف أو وجل! فالتطور لن يحدث في الملعب وحده، لكنه حالة مجتمعية تؤثر وتتأثر ببعضها بعضاً، وهذا كفيل بجلب المزيد من «الزبائن» لتسويق البضاعة الراكدة التي نبحث عن تلميعها وتجميلها، والتي نسميها كرة القدم!
البيان 2014-12-22
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews