برلمان .. الأزمات السياسية
رغم أن الناس تعلق آمالاً كبيرة وكثيرة علي البرلمان القادم بوصفه الاستحقاق الثالث للمضي قدماً نحو مصر الجديدة.. مصر الحرية والديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية علي أرض الواقع وليس مجرد شعارات نرددها وتظل في الخيال.. تظل حلماً ينتظره الجميع.. يتحدثون عنه ويسمعون أكثر ولكن لا وجود له علي أرض الواقع.. فالحياة السياسية والاجتماعية لدينا لا تعرف العدالة الاجتماعية وما يتردد في المؤتمرات والندوات عن العدالة مجرد كلام وشعارات للاستهلاك الإعلامي.. أقول رغم أن المواطنين البسطاء يعلقون آمالاً كبيرة علي البرلمان القادم في سن التشاريع اللازمة لتحقيق العدالة الاجتماعية إلا أنني أقول لهم.. أنتم واهمون.. والحياة السياسية لم تتغير عن ذي قبل والبرلمان القادم.. لن يكون سوي برلمان أحمد عز وكمال الشاذلي وزكريا عزمي.. وأن المال سوف يتحكم في الخيارات القادمة.. لأنه ببساطة شديدة لا يوجد لدينا الناخب الذي يستطيع أن يختار المرشح بناء علي فكره وإخلاصه وبرنامجه ومدي عطائه الحقيقي في العمل العام والتطوعي.. ولا يوجد لدينا الناخب الذي يذهب بمحض إرادته إلي صندوق الانتخاب وهو يدرك لمن يعطي صوته ومن يستحق أن يمثله تحت قبة البرلمان وإنما لدين مرشح مليونير يستطيع أن يشتري الأصوات وينفق علي الانتخابات لديه مجموعة عمل تساعده لأن يكون عضواً بالبرلمان بغض النظر عن إمكانياته الفكرية وقدرته علي تبني القضايا العامة المهمة وقدرته علي صياغة أفكاره وطلباته لتكون تشريعات مفيدة للصالح العام. *** والمتابع للتحركات الانتخابية هذه الأيام في الدوائر المختلفة يجد أن معظم الفلول خاصة في المحافظات يعدون العدة للدخول في معترك العملية الانتخابية ولديهم الأموال اللازمة للانفاق علي الانتخابات ولديهم فرق العمل اللازمة للتربيطات والمؤتمرات وعمل الانتشار والدعاية اللازمة ليصل المرشح إلي كل بيت ولديهم خريطة التحركات اللازمة لكي يكون مرشح الوطني السابق عضواً بالبرلمان القادم. *** علي الجانب الآخر هناك بعض الحركات ذات التمويل الأمريكي لديها أموال كافية لهذه المعركة.. وتطلق شعارات ثورية مضللة لكي تصل إلي هدفها ويكون لديهم أكثر من مرشح أو عضو تحت القبة لتنغيص حياة المصريين وخلق الأزمات السياسية وتصعيدها دولياً.. وهذه الحركات تملأ الدنيا صياحاً وفي الفضائيات المأجورة التي تتبني نفس الاتجاه.. وفي ندواتهم وبرامجهم يشنون حرباً ضارية ضد أعضاء الوطني وضد الإخوان لكي تخلو لهم الساحة لدخول البرلمان ولن يجد منهم الشعب سوي الأزمات والكوارث وسن التشريعات التي تحقق أهدافهم وليس أهداف المواطنين البسطاء.. ويخطئ ألف مرة من يتصور أن هؤلاء الذين يطلقون علي أنفسهم نشطاء وشباب الثورة وهم عملاء للأمريكان سوف يعملون لصالح الشعب والوطن.. وكل ما يرددونه عن العدالة والمواطن البسيط والفقراء مجرد شعارات.. مثل التي يرددها الأمريكان عن الحرية والديمقراطية وهم أبعد ما يكون عنها. *** من هنا.. الكرة في ملعب الشعب الواعي.. الكرة في ملعب الناخب المصري الواعي الذي يجب أن يدرك عدة عوامل أساسية في خياراته القادمة.. أولاً: ليس كل الذين ينتمون إلي الحزب الوطني فاسدين.. وليس كل الذين ينتمون للوطني ارتكبوا جرائم في حق الوطن والمواطن وليس كل الذين ينتمون للإخوان فاسدين وإرهابيين والعبرة بالعطاء للوطن والمواطن والاخلاص لهذا الوطن وعلي المواطن أن يدرك أن هناك حركات وأحزاباً ذات تمويل أجنبي.. لا تسعي إلا لتدمير وخراب الوطن مهما رددوا من شعارات وكلام جميل ظاهره الرحمة وباطنه العذاب وكل الذي يسمعونه عبر برامج التوك شو وتلك الفضائيات المأجورة هو السم في العسل.. وإن هذا الشباب الذي قبض وتدرب في الخارج لا يعنيه وطن ولا مواطن.. وإنما يسعي إلي الهدم والخراب والعراق وسوريا وليبيا نماذج لما يريد أن يفعله هؤلاء النشاطء بالوطن. *** أعود وأكرر أن العبرة دائماً بوعي الشعب وقدرته علي حسن الاختيار واستبعاد الفاسدين والنشطاء المأجورين من حساباته الانتخابية مهما انفقوا أو رددوا من شعارات.. واحذروا نشطاء أمريكا الذين يسعون لخلق برلمان الأزمات السياسية.
(المصدر: الجمهورية المصرية 2014-12-20)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews