عبد الستار قاسم لـ " جى بي سي " : الفصائل الفلسطينية مصابة بإنفلونزا هوس الأرقام وحماس فشلت في تحقيق العدالة الاجتماعية في غزة
جى بي سي - خاص - علاء الدين طويل - : أثارت ظاهرة أرقام الأعداد الجماهيرية في مهرجانات الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية موجة انتقادات كبيرة تفاعل معها مراقبون وصحفيون وناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فما حقيقة هذه الأرقام التي حسم كل فصيل أعدادها برقم معين ، إذ حدد البعض العدد بمليون ، وآخر بنصف مليون ، والبعض بأقل من ذلك ، ؟ وما الهدف الكامن من وراء حشدها؟ ولماذا تختفي هذه الحشود الغفيرة عند دعوتها للتضامن مع قضية تمس الجوهر الفلسطيني الوطني.
التساؤلات أعلاه وردت حول مهرجان حركة فتح لمناسبة انطلاقتها الثامنة والأربعين في غزة بعد أن سمحت حماس للحركة بإقامته لأول مرة منذ سيطرتها على القطاع في العام 2006 ..
وحول هذه الظاهرة الفلسطينية ( ظاهرة الأعداد ) أجرى " جى بي سي" حوارا مع المحاضر في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية البروفيسور عبد الستار قاسم ، والذي بدأ حديثه بأن كل الفصائل الفلسطينية دائما ما تعرض أعدادا مبالغا فيها.
يقول البروفيسور قاسم : " إن الفصائل الفلسطينية يهمها العدد والحشد وهي مصابة بانفلونزا هوس الأرقام ومن يحشد أكثر ، وكلها تأتي في إطار المنافسة الاستعراضية لا أكثر ولا أقل .
ويتابع استاذ العلوم السياسية د. عبد الستار قاسم قوله :" هذه العادة ليست جديدة بل حاضرة في الشارع الفلسطيني منذ ما يزيد عن 40 عاما وأكثر، وكثيرا ما عرضت الفصائل الفلسطينية أبناءها لا سيما من الأجنحة العسكرية لخطر التصفية أو الاعتقال بسبب هوسها المفرط بالاستعراضات".
ويشير قاسم إلى أن هوس الفصائل الفلسطينية جميعها بالاستعراضات، كان يدفعها إلى استعراض عناصرها بالأسلحة إلى الشوارع لإبراز القوة العسكرية وحجم السلاح والذخير التي يملكها الفصيل، وهو الأمر الذي كان يسهل على الاحتلال الاسرائيلي سهولة تحديدهم واقتناصهم.
وتبرز هذه الظاهرة على أشدها في احتفالات الفصائل الفلسطينية بذكرى انطلاقاتها، فقطاع غزة الذي لا يزيد عدد سكانه على 1.8 مليون فلسطيني، ظهر من خلال أرقام الفصائل الفلسطينية خلال احتفالاتها على أنه يفوق الــ 4 مليون نسمة، وهو ما يؤكد حب الفصائل الفلسطينية في تضخيم جماهيرها على طريقة : ( 1+2 = 5!!).
ويشير قاسم لموقعنا أنه : " عندما تأتي على سيرة فلسطين لا يصفق أحد، بينما حين تأتي على ذكر زعيم ما لفصيل معين يختلف الأمر"، ويبرر قاسم هذه الحالة بقوله " إن الانتماء الوطني ضعيف بينما الانتماء الفصائلي هو القوي لأنه مستمد من الانتماء القبلي، وفي تركيبة مجتمعاتنا العربية ككل ومجتمعنا الفلسطيني خاصة، نرى أن القبيلة تتفوق على المجتمع في أغلب الأحيان.
ويرى قاسم في الاستعراض الفصائلي لهذه الحشود والأعداد، إضعافا للمجتمع وتماسكه ما يؤدي بكل الأحوال إلى إضعافنا أمام العدو، ويدعو إلى انجاز أشياء ضد العدو لأنها وحدها التي توصلنا إلى حلمنا بالتحرر.
وفي احتفالية حركة فتح بانطلاقتها الـ 48 في قطاع غزة، قالت قيادات في الحركة أن عدد الجماهير فاق المليون، وهو الأمر الذي يعتبره البروفيسور قاسم مبالغا فيه، لا سيما وأن غزة لا يوجد فيها " ميدان تحرير " يجمع هذا الرقم، لكنه أيضا يؤكد أن مئات الآلاف الذين خرجوا تأييدا لحركة فتح صاحبة " المشروع التفاوضي " ومنهم الكثير غير منتمين لفتح وخرجوا مستائين من حماس، وهو ما يعتبر دليل فشل كبير لحركة حماس في تحقيق حسن المعاملة والعدل الاجتماعي وهو ذات السبب الذي أفشل فتح في انتخابات 2005.
وعن رأي حماس في ما قاله قاسم ، انتظروا التقرير القادم .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews