مونديال قطر2022..يسمع من به صمم..!!
يبقى على مونديال قطر 2022 أكثر أو أقل بقليل من (٨ سنوات)..إذا ما استثنينا الانتظار للقرار النهائي لموعد إقامة المونديال شتاء أو صيفا.. إلا أن ساعة المونديال دقت.. والأجراس علقت.. والعمل يسير بخطى حثيثة.. والرؤية الرياضية القطرية تسير عقاربها أفضل من الساعة السويسرية.. وأصبحت قطارات بريطانيا تضبط ساعتها على مونديال قطر.. هنا يضع حجر الأساس لاستاد خليفة الدولي الذي يعتبر شاهدا على العصر الكروي الرياضي الخليجي والعربي والأسيوي .. وهناك يحفر لوضع أساسات استاد الوكرة بتاريخ المدينة الرياضية الحافل.. وفي المنطقة الجامعية يذاب الحديد لبدء الأعمال في استاد مؤسسة قطر وصنع جامعات تبني عقولا ونفوسا.. وهناك في الخور ضربت الأوتاد لبناء استاد البيت الذي يأخذ من البداوة ميراثا حضاريا.
كل الخطط والبرامج واللجان والناس تعمل كخلية النحل بلا كلل ولا ملل.. وفي ظل التشويش والشوشرة.. لجنة الإرث العليا في قمة تركيزها.. بل وفي قمة عنفوانها.. وهي تعلن في كل أسبوع عن ملعب جديد ومشروع قادم.. وأمامها خارطة الطريق مع كونصلتو من المهندسين المبدعين الذين في كل مرة يرفعون الستار عن تحفة فنية رياضية.. تبهر القلوب قبل العيون..!!
والعمل جار بقدم وساق.. ويعرف القطريون بأنه لا يفل الحديد إلا الحديد.. لذلك هناك أعمال فوق الأرض.. ملاعب وفنادق وجسور وانفاق وطرق كلها تؤدي إلى مونديال قطر 2022.. فلم تعد الطرق كلها تؤدي إلى روما كما كانت.. فالدروب تغيرت مسالكها.. والبحار أصبحت تهب رياحها للدوحة وليس للبندقية.. ففي الدوحة هناك مدينة جديدة بوزن وهندسة ومعمار وروح فينيسيا.. بل وتأخذك الدوحة إلى فيلاجيو وكأنك في عالم أجمل من فينيسيا..!!
وتحت الأرض بشر يعملون بلا كلل ولا ملل.. (فالميترو) أو (الريل) كما يسميه أهل الدوحة يشق طريقه بطريقة عجيبة.. يمخر عباب الرمال والبحار في مشروع هو الأكبر ربما ينافس أكبر وأُقدِّم ميترو في العالم.. في الوقت الذي لم نسمع عن استعدادات فعلية أو مشابهة للروس الذين سيكون المونديال القادم 2018.. أي بعد أربعة أعوام فقط أو أقل بقليل..!!
هنا في الدوحة يبهرك العمل.. بلغة الإبداع والوقت والالتزام.. ليس فقط في الحديد والحجر.. بل هناك عمل في البشر والعقول والفكر..إنهم يحولون هذه المدينة الصغيرة في الحجم إلى مدينة كبيرة في الالتزام والعمل.. إنهم يصنعون إرثا تاريخيا لحدث استثنائي.. إنه كأس العالم.. وليس أي حدث آخر..!!
هناك دول عظمى استضافت هذا الحدث.. في أوروبا وفي أمريكا بتعدد قاراتها.. وفي إفريقيا.. وفي آسيا.. ولكن هذا المونديال الأول من نوعه يقام في الصحراء العربية.. أمام أمواج الخليج العربي الفسيح وعيون وأصوات النهامة من أجداد ارتادوا البحار والمحيطات.. لذلك تعمل قطر وتعد الثواني والدقائق بل واللحظات.. بتوقيتها الخليجي العربي وليس بتوقيت (بيج بن).. فلم تعد دقات ساعة الضباب تسمع البعيد.. وإنما مدينة اللؤلؤ.. بهدوئها أصبح يسمع من به صمم..!!
الشرق 2014-12-11
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews