قبل العاصفة وبعد 37 عاما من زيارة القدس
المشاهد العدوانية الإسرائيلية العديدةالتى وقعت بعد مبادرة الرئيس الراحل أنورالسادات بزيارة القدس فى مثل هذا اليوم عام1977
تؤكد أنها كانت تفكر فى نوع من السلام يحقق لها السيادة ويضمن لها التفوق الدائم,فلاشك فى أن نوايا السادات كانت طيبة وتهدف بالفعل لإقامة سلام شامل وعادل لكل دول المنطقة وأيضا يضمن لإسرائيل بقاءها,والأهم من ذلك أن السادات فتح بالفعل الباب على مصراعيه أمام إسرائيل لتصبح دولة طبيعية فى المنطقة, وليس أدل على ذلك من أن خطوته تبعتها خطوات عربية مهمة فى الإتجاه ذاته مثل اتفاقية السلام مع الأردن واتفاقية أوسلو ومباحثات جنيف مع سوريا فى وجود الأسد الأب وما سمى وقتها بوديعة رابين, وجاءت الخطوة الأهم باعلان مبادرة السلام العربية فى قمة بيروت برعاية العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز,كل تلك الخطوات تؤكد أن الدول العربية قدمت ما يكفى لإقامة سلام حقيقى فى المنطقة يعطى اسرائيل الحق فى الحياة داخل حدود آمنة.ولكن إسرائيل وحدها كانت لها حسابات مختلفة فلا نلوم السادات ولاالأطراف العربية التى سعت لسلام حقيقى فلا يجوز لوم الضحية وتبرئة الجانى أونصرة الجلادعلى حساب البرىء, فمن الواضح أن إسرائيل كانت ترغب فى ترتيب أوضاع المنطقة برؤيتها الخاصة وبالتأكيد بالتعاون مع أطراف عالمية كبرى,فربما حرصت إسرائيل على إخراج مصر من معادلة الصراع العربي-الإسرائيلى (عسكريا على الأقل) وفى مراحل لاحقة تدميرجيوش سوريا والعراق,وهو ما تحقق ويتحقق بالفعل على أرض الواقع حيث تأكل المنطقة نفسها بنفسها وتمارس تدميرالذات والمستفيد بالقطع إسرائيل بمثل هذه الهدايا المجانية. ربما كانت تلك أهدافا استراتيجية بعيدة المدى عملت إسرائيل على تحقيقها,ولكن منطق حركة التاريخ يرجح أنها قد تحقق مكاسب جراء هذه الممارسات العدوانية وقد تواصل تفوقها لعدد من السنين ولكن هذا لن يدوم إلى أبد الآبدين لأن عوامل القوى ــــ بمفهومها الشامل متغيرة ــــ وإذا كانت إسرائيل قد رفضت قولا وفعلا مبادرات السلام العربية المتتابعة فإنها بذلك أضاعت على نفسها فرصا تاريخية كى تصبح دولة حقيقية وطبيعية.
(المصدر: الأهرام 2014-11-17)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews