قطر .. والسلام في المنطقة
يبدو أن المستوى الذي وصلت إليه المنطقة من الفوضى الكاملة والكارثة الكبرى، لم يكن ليحدث، لو أن المجتمع الدولي استجاب قبل ثلاث سنوات للنداءات المخلصة من بعض الدول العربية وعلى رأسها التحذيرات التي ظلت تطلقها دولة قطر من خطورة انهيار سوريا وخروج الأوضاع فيها عن نطاق السيطرة.
كانت دولة قطر، كما قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية في الكلمة التي ألقاها أمس في الأكاديمية الجوية الإيطالية، تطلق التحذير تلو التحذير من مغبة تقاعس المجتمع الدولي في التصدي لوحشية النظام السوري إزاء شعبه، ولم تأل كذلك جهدا في التواصل مع حلفائها لتجنب الخطر الناجم عن الانهار السوري، بل ذهبت أكثر من ذلك وفعلت ما بوسعها لحشد الدعم للمعارضة الشرعية المعتدلة في حربها ضد النظام ودعمتها بفعالية سياسيا ولوجستيا. لكن المؤسف أن الوقت مر وتعمقت المأساة وخرج مارد العنف وانزلقت الأوضاع إلى ما وصلت إليه اليوم من وضع كارثي، حيث تمدد الإرهاب والتطرف في سوريا والعراق وعمت الفوضى بما يهدد المنطقة والعالم بأسره.
إن التاريخ سيذكر طويلا هذه المأساة الكبيرة وتداعياتها الإنسانية المؤلمة، والتي نجمت عن تقاعس المجتمع الدولي في مساندة تطلعات شعوب المنطقة وعدم التصدي للنظام القمعي في سوريا ومجازره التي فاقت كل تصور.
ويبدو أن المجتمع الدولي بحاجة إلى استخلاص العبر مما جرى، وتجنب الوقوع في نفس الأخطاء مرة أخرى، قبل الانطلاق لإيجاد مقاربة جديدة تضمن حلولا شاملة للأوضاع الإقليمية الملتهبة، وإرساء قواعد السلام في المنطقة، وذلك من خلال الاستجابة لتطلعات تلك الشعوب التي بذلت أغلى ما تملك من أجل انتزاع حقوقها في الحرية والعدالة والكرامة.
إن قطر تستطيع من خلال سياستها التي تقوم بـ "تشجيع قنوات التواصل الإيجابي"، أن تدعم أي جهود دولية من الشركاء بهدف إدارة حوار مفتوح، يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
(المصدر: الشرق 2014-11-16)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews