شعب فلسطين وحيد في الدفاع عن الأقصى
لا منظمات إسلامية، ولا شعوب إسلامية وعربية، ولا دول ناطقة بالعربية، ولا هنالك من يهمس باسم العذاب الفلسطيني سوى الفلسطيني .. كأنما العرب والمسلمون نسوا أن ثمة مسجدًا اسمه الأقصى، وأنه رمزهم وحبهم وحنينهم وموقع القوة فيهم، بل كأنما اختار هؤلاء الصمت كي لا يقولوا الكلام الذي يشعر العدو الصهيوني بالتحدي، وهذا مؤسف قوله.
هل صارت فلسطين في النسيان وأن العرب تعبوا منها كي يقفوا متفرجين على الأقدس فيها مما يجري تخريبه والتعدي على قدسيته؟ .. نعتقد أن هذا ليس سؤالا بقدر ما هو جواب لواقع بات معروفًا يشعر به الفلسطيني فيحزنه أن يقف وحيدًا بلا معين في وجه صهاينة يملكون القرار المسبق بما تطوله أيديهم في تلويث وتنجيس قداسة الأقصى.
عام 1968 عندما أحرق الصهاينة المسجد الأقصى، لم يلتفت إليه أحد سوى بضعة رجال هبوا مذعورين لإطفاء الحريق، واليوم لا نجد سوى شعب فلسطين يقوم بالمهمة التاريخية، يدافع ضد عبث العابثين وضد الأيادي التي وسخت المكان ولوثت كل تاريخ طاهر.
مؤسف إذن، أن تقف فلسطين وحدها تدافع عن كنزها الثمين وعن رمزها الأكبر، وهو كما بات معروفًا يخص العالم الإسلامي كما يخص العرب المسلمين، والشعوب المحبة للسلام، وبقدر ما هو فلسطيني الموقع والمكان، فهو ذو عمق إسلامي وعربي، وهو في الوقت نفسه مسرح الحنين لذكريات عتيقة، عتق التاريخ الإسلامي في كل التفاصيل الذي لعبه الأقصى.
لا يمكن ترك الفلسطيني وحيدًا بلا موقف من آخرين .. فلم نسمع بتظاهرة في أي بلد إسلامي وعربي، ولم نرَ ردة فعل من حكومات عربية وإسلامية .. ونقول بكل أسف الكلام المباح، إنه حتى أولئك الذين وضعوا هدف إسقاط سوريا، ظلوا على هذا الموقف ناسين، بل نقول متناسين ما يجري للأقصى. فأين تركيا مثلا؟ وأين بعض العرب اللاعبين بالدم السوري؟ وأين العالم الذي يواجه الإرهاب، فيما التعدي على الأقصى إرهاب من الدرجة الأولى؟
صحيح إنها ليست انتفاضة وإنما هي تعبير عنها، لكن المطلوب أن يتحول الموقف الفلسطيني إلى انتفاضة حقيقية تهز من جديد ليس فقط التطاول على الأقصى، بل على كل واقع يخص فلسطين التي باشر العالم الاعتراف بها بدءًا من الموقف السويدي الشجاع وصولًا إلى الموقف الأخير للاتحاد الأوروبي والذي لن يكون آخرًا في سلسلة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
قدر الفلسطيني أن يكون رأس حربة في الدفاع عن المقدسات الإسلامية في فلسطين، لكن واقع الأمور، وطبيعة المكان وتناسله في شرايين كل مسلم وعربي، يدفع للقول بأن الصمت الفضيحة على الإجرام الإسرائيلي يبعث على الشك بأن الجميع قد تعب، ربما، فكيف إذا هوى المسجد الذي يتم تفريغ أسفله بغية إسقاطه، وهل ما يقوم به العدو الصهيوني نوع من البروفة التي يريد من خلالها اكتشاف ردة الفعل الإسلامية والعربية إن هو دمر المسجد تماما؟!
نحن نعيش عصر الصورة التلفزيونية، فهل هنالك أبلغ مما تنقله إلينا تلك الصور والمشاهد من داخل المسجد المقدس ومن خارجه .. ألا يكفي ما نراه يوميًّا؟ ثم أليس في الصور المنتشرة في كل العالم ما هو أقسى مما يتعرض له الأقصى الشريف؟
الوطن 2014-11-09
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews