نتنياهو يرفض التعقيب على الرسالة السريّة من أوباما لخامنئي

جي بي سي نيوز - : قالت مصادر سياسيّة وُصفت بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، إنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، وديوانه رفضا التعقيب على ما أوردته صحيفة (The Wall Street Journal)، والذي جاء فيه أنّ الرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما، وجّه رسالة سريّة إلى الزعيم الروحيّ للجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، علي خامنئي، لبحث تعاون محتمل في المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" إذا تمّ التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النوويّ الإيرانيّ.

وذكرت الصحيفة الأمريكيّة نقلاً عن مسؤولين اطلعوا على النص، أن الرئيس الأمريكيّ قام بتوجيه الرسالة الشهر الفائت إلى خامنئي، وتطرّق فيها إلى المعركة المشتركة ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما لفتت إلى أنّ المتحدث بلسان البيت الأبيض، جوش أرنست، رفض تأكيد أوْ نفي هذا التقرير، وقال لممثلي وسائل الإعلام إنّه ليس مخولاً لبحث رسائل خاصة بين الرئيس وأيّ قائد في العالم.

كما قالت الصحيفة الأمريكيّة إنّ الرئيس أوباما شدّدّ في رسالته إلى خامنئي على أنّ أي تعاون في مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" سيكون رهنًا بالتوصل إلى اتفاق شامل في المجال النوويّ. وأضافت الصحيفة أنّ الرسالة الأخيرة، هي الرسالة الرابعة التي يُرسلها أوباما إلى خامنئي منذ العام 2009، ونقلت عن مسؤولين في واشنطن قولهم إنّ المرشد الأعلى للثورة الإيرانيّة، لم يرد أبدًا بشكلٍ شخصيٍّ على هذه الرسائل.

عبّرت عدة دول حليفة لواشنطن في المنطقة بينها إسرائيل وكذلك السعودية عن مخاوف من محاولات الإدارة الأمريكيّة فتح حوار دبلوماسيّ مع إيران، وأكّدت المصادر عينها، على أنّ أوباما لم يقُم بإبلاغ إسرائيل مُسبقًا بالرسالة المذكورة والدول الخليجيّة الحليفة، وفي مقدّمتها، المملكة العربيّة السعوديّة، كما قالت صحيفة "هآرتس" العبريّة في عددها الصادر الجمعة.

ونقل المُراسل السياسيّ للصحيفة، باراك رافيد، عن مسؤولين سياسيين في إسرائيل قولهم إنّ الخطوة الأمريكيّة المذكورة قد تكون سببًا في ازدياد حدّة أزمة الثقة بين تل أبيب وواشنطن في ما يتعلّق بالبرنامج النوويّ الإيرانيّ. وكشفت الصحيفة النقاب عن أنّ وفدًا إسرائيليًا، برئاسة المستشار للأمن القومي الإسرائيلي، يوسي كوهين، وصل إلى البيت الأبيض الأسبوع الماضي وأجرى محادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، التقى خلالها كوهين مع نظيرته الأمريكيّة، سوزان رايس.

وتابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر ذاتها، إنّ إسرائيل تخشى من إبداء الولايات المتحدة والدول الغربية ليونة في المواقف مع اقتراب موعد انتهاء المحادثات، وذلك بدافع الرغبة للتوصّل إلى اتفاق مع إيران. كما لفتت في هذا السياق إلى أنّ وزير الشؤون الاستخبارية، يوفال شطاينتس، من أقطاب حزب "ليكود" الحاكم، توجّه إلى العاصمة الفرنسيّة باريس، الجمعة، ليجتمع مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لتنسيق المواقف قبيل انتهاء المحادثات مع إيران.

ونقلت الصحيفة العبريّة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّه حصل تآكل في مواقف الدول العظمى في كلّ ما يتعلّق بعدد دوائر الطرد المركزية التي يُسمح لإيران بامتلاكها في إطار الحل الدائم للبرنامج النووي. كما شدّدّ المسؤولون الإسرائيليون على أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ما زالت تتمسّك بمواقفها، وفي الوقت ذاته، تزيد مجموعة الدول (خمسة+واحد) من عدد دوائر الطرد المركزيّة التي ستُوافق على إبقائها لدى إيران بعد التوقيع على الاتفاق، الذي من المتوقّع التوقيع عليه في الـ24 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.

علاوة على ذلك، قالت الصحيفة، إنّ النشر عن الرسالة جاء في توقيتٍ لافتٍ للغاية، وذلك عشية لقاء القمّة الثلاثيّ بين وزير الخارجيّة الأمريكيّ، جون كيري، ووزير الخارجيّة الإيرانيّ، محمد جواد ظريف، والمسؤولة عن الشؤون الخارجيّة في الاتحاد الأوروبيّ، كاثرين أشتون، والتي ستُعقد يومي الأحد والاثنين القادمين في العاصمة العُمانيّة، مسقط، حيث سيُحاول الثلاثة أنْ يتوصّلوا لاتفاق يُحدث اختراقًا في الطريق في المفاوضات التي وصلت إلى طريقٍ مسدودٍ، وذلك لكي يتّم التوصّل للاتفاق النهائيّ بين الطرفين في الموعد المحدد لذلك وهو الـ24 من الشهر الجاري.