Date : 19,01,2025, Time : 12:21:51 PM
19336 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 15 محرم 1436هـ - 08 نوفمبر 2014م 02:53 ص

أوباما الشرق الأوسط: 'البطة العرجاء' و'مالك الحزين'

أوباما الشرق الأوسط: 'البطة العرجاء' و'مالك الحزين'
د. خطار أبودياب

كانت “مزرعة الحيوانات”، رواية جورج أورويل المنشورة عام 1945، خلاصة حياة سخرها رائد الأدب السياسي للوقوف ضد الطغيان والظلم. وتنبأ هذا الكاتب بنهاية الشيوعية وبتطور “القرية الكونية” وبانتكاسات الإنسانية.
كم من المفيد الآن أن يحاول باراك أوباما تأمل عبر ودروس تلك المزرعة، ولكن هذه المرة مع الطيور. لقبه على المسرح العالمي اليوم هو “البطة العرجاء”، هي تنشط إلى جانب الدب الروسي والتنين الصيني وكذلك… مالك الحزين الذي ليس هو عنوان رواية إبراهيم اصلان، بل هو طير يمكن أن يجسّد عرب الشرق الأوسط. سمي طائر مالك الحزين بهذا الاسم لأنه من الطيور التي تعيش على الماء الذي لا يجري كالبحيرات الصغيرة. لقد سمي مالكاً لأنه يبدو وكأنه قد ملك هذه البحيرة أو ذاك المستنقع الذي لا يفارقه، وسمي بالحزين لأن هذه المياه التي لا تجري معرضة حتما للجفاف والتبخر، فإذا جفّت البحيرة وانقطعت أصابه الحزن. في مستنقع الشرق الأوسط كيف ستتعامل ” البطة العرجاء” مع “مالك الحزين”؟

"البطة العرجاء" لقب يطلق على الرئيس الأميركي في النصف الثاني من ولايته، وقد انطبق على كثير من الرؤساء الأميركيين ويختصر اليوم وضع باراك أوباما بعد خسارة حزبه الانتخابات النصفية، وسيكون، بالتالي، مضطرا لتسويات كثيرة في الداخل ولمواجهة تحديات كبيرة في الخارج، وأبرزها إزاء نزاعات الشرق الأوسط.

منذ خطابه الشهير في القاهرة في يونيو 2009، توالت المحطات التي مني فيها سيد البيت الأبيض بالفشل، أو النجاح المحدود: اختبار القوة الخاسر أمام بنيامين نتانياهو، الإدارة المتعثرة لمرحلة التحولات العربية، الرهان المفرط على الصفقة مع إيران، وأخيرا التحالف الدولي ضد “داعش”. وخلال ما تبقى له في الحكم يجتهد صاحب “جائزة نوبل للسلام”- التي اكتسبها تلقائيا قبل أي اختراق- في العمل من أجل إنجاز يترك بصماته على سياسة بلاده والعالم. ومن سخريات التاريخ أن أوباما الذي فاز في سباق 2008 رافعا شعار القطيعة مع نهج سلفه الحربي وخطّط للانسحاب من الشرق الأوسط كي يستدير نحو آسيا والمحيط الهادئ، يجد نفسه اليوم في مواجهة الحمم المنبعثة من بركان هذا الإقليم الحزين، دون أن يمنعه ذلك من السعي لاتفاق مع إيران.

في هذا السياق لم يكن مفاجئا قيام أوباما، بعد هزيمته الانتخابية، بطلب تفويض جديد من الكونغرس في الحرب ضد الإرهاب. ومن خلال توقه للوحدة الوطنية وراء الجيوش، كان يحاول جذب الغالبية الجمهورية مدركا أنها لن تعاركه في هذا الميدان، بل سيكون الملفان الإيراني والإسرائيلي هما أبرز عناصر التناقض بين الإدارة والكونغرس الجديد.

على صعيد الحرب ضد “داعش”، سيسعى أوباما لتعديل استراتيجيته في العراق وتطوير الشراكة مع حكومته، لكن نقطة الضعف تكمن في سوريا، حيث أن الكلام عن الحل السياسي يتبخر مع إقرار وزير الدفاع الأميركي باستفادة النظام من الغارات الأميركية، ويترافق ذلك مع تغيير المعادلات على الأرض. قبل إعادة ترتيب أوراق واشنطن مع تركيا ومع الدول العربية المعنية، وقبل اتضاح مآل التفاوض مع إيران، سيبقى الوضع السوري متسما بالضبابية ومرتبطا أيضا بمدى استعداد موسكو لتسهيل حل سياسي بالتعاون مع واشنطن، فيما تشهد علاقات الطرفين توترا غير مسبوق بسبب أزمة أوكرانيا تحديدا.

أما بالنسبة إلى الصلة مع إسرائيل وموقف واشنطن من الدولة الفلسطينية، ومسلسل المفاوضات الذي لا ينتهي، فـالأرجح أن يضيق هامش مناورة الرئيس أوباما، وأن تبقى إدارته مكبلة اليدين في هذا الملف. وسيبقى “مالك الحزين” في المستنقع بين نار الإرهاب وتخلي العالم وضعف الإرادة.

يبقى في الميدان الرهان الذي يدغدغ تفكير ومشاعر الرئيس أوباما ألا وهو ملف الشراكة المنتظرة مع إيران، خاصة أن الوقت أخذ يضيق جدا من الآن إلى الرابع والعشرين من هذا الشهر، تاريخ انتهاء المهلة المحددة للحسم حول الملف النووي. من الاجتماع الثلاثي المنتظر في مسقط، نهاية هذا الأسبوع، بين جون كيري وكاثيرن آشتون وجواد ظريف، إلى تبادل الرسائل بين أوباما وخامنئي، يلقي سيد البيت الأبيض بكل ثقله كي لا تضيع الفرصة، وكذلك يفعل فريق روحاني الخائف على خسارة رهان “الانفتاح ورفع العقوبات”. بيد أن الغالبية الجديدة في الكونغرس لا تبدو مستعدة لتسهيل مهمة الإدارة، والأدهى بالنسبة إلى أوباما أن صاحب القرار الحقيقي في طهران لا يريد تجرّع كأس السم، كما فعل سلفه عام 1988، ليضع حدا للحرب مع العراق، بل إنه يلوّح بضرورة أن يقدم الطرف الآخر التنازل بقبول إيران قوة نووية على الحافة وشرطيا إقليميا معترف به ومساهما في الحرب ضد الإرهاب. من الناحية النظرية سيصعب على واشنطن التسليم بخلاصة مماثلة وسيبقى العشق ممنوعا بين أوباما وإيران.

(المصدر: العرب 2014-11-08)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد