إدارة الأزمات في الاتحاد السعودي
يقال: «إذا أردت أن تُميت قضية ما، فشكّل لها لجنة».
هذا هو بالضبط ما نعاني منه في المجتمع السعودي، ورياضياً لا يختلف ذلك الأمر، إذ لا تنقصنا اللجان في الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولكن عندما تظهر القضايا المؤثرة التي تحتاج إلى مشرط الجراح والتدخل العاجل، لا نجد من يتصدى للقضايا وحلحلتها من بين الأعضاء.
ولك أن تتخيل الملفات المتعددة والمتعثرة في الاتحاد السعودي، فخذ مثلاً ما حدث من لجنة الانضباط التي أوقفت لاعباً قبل ساعتين من المباراة الرسمية المهمة، وكذلك موقف الاتحاد من ترشح الدكتور حافظ المدلج لرئاسة الاتحاد الآسيوي، وما اصطلح على تسميته بالمرشح التوافقي، ولكن عندما وصل كوالالمبور وجد الصوت السعودي ضمن تحالفات بعيدة عن الطريق الذي رسم للمدلج على رغم انسحابه المبطن.
ونتذكر حادثة تقليص مقاعد الأندية في دوري أبطال آسيا، وتعثر مشروع إعادة تهيئة إستاد الأمير عبدالله الفيصل، وقبل أيام فقط تسببت الاعتمادات الحكومية في عدم اكتمال ملف ترشح السعودية لاستضافة نهائيات كأس آسيا 2019!
إذاً نحن نعاني من خلل عميق، وأول الحلول الاعتراف بذلك الخلل.
وإني هنا أقترح أن تشكل إدارة خاصة تسمى إدارة الأزمات، وربما طالب بعض الزملاء بذلك، وهي موجودة في مختلف القطاعات الكبرى.
وتكون مهمتها الإنعاش، تماماً كما يحدث عندما يتوقف قلب المريض عن النبض.
وبالتالي هي تقوم بدرس سريع للموقف، وتقدم حلولاً عاجلة تسهم في توازن المعادلة وإعادة رسم الطريق نحو ما نصبوا إليه، لا أن ننتظر حتى تطير الأرزاق مع الطيور!
العمل الحكومي عموماً مرهق جداً، وخصوصاً لأصحاب المناصب العليا، فهم يتعاملون مع أعضاء يغيب عنهم مبدأ الثواب والعقاب، والتفاضل بين من يعمل ومن وضع قدماً على أخرى وتفرغ للعب «السوليتير».
ومرهق أيضاً لأن القرار فيه بطء ويعاني من شلل في الحركة والإجراءات، ومرتبط بإدارات مختلفة.
وعوداً على بدء، فالاتحاد السعودي لا يقدم العمل المؤسساتي الذي يخلق الأرضية الصلبة والقواعد المتينة، فهو معني بالأشخاص وسياستهم، فعندما يحضر مدير لجنة جديد تجده يبدأ من الصفر، وهذا ما أوجد تناقض القرارات وتأخرها.
بينما الإعلام والشارع الرياضي مطالبان بتقبل ذلك، بذريعة فهم نصوص اللوائح التي تخضع لأمزجة أعضاء اللجان تارة، وأخرى بسبب عدم اجتماع الأعضاء، وكأن فكرة الدوائر الإلكترونية أو الاجتماع والتصويت عبر برنامج «سكايب» تحد للتقنية، ورجس من عمل الشيطان!
نحن هنا نتحدث عن واجهة بلد، وما جعل قطر الشقيقة تدفع الغالي والنفيس من أجل استضافة كأس العالم 2022، وخوض الحروب الضروس مع المعارضين، إلا البحث عن الريادة والنماء.
فالرياضة وسيلة وليست غاية، وعندما تصبح في حد ذاتها غاية فإنها تخسر قيمتها.
لذا أوجدوا إدارة الأزمات واجعلوا الأعضاء يجتمعون مرتين في العام كما تفعلون، فلن نحتاجهم بعد ذلك.
ولن نتبرم عندما تستحدثون لجنة جديدة للمطبخ في مقر الاتحاد السعودي بقيادة شفيق عامل الشاي، ولكننا نريد المطبخ الذي يقودنا للتطور وتصدر القارة كما كنا، وينقلنا عن المرتبة الـ12 آسيويا.
الحياة 2014-11-07
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews