عندما يبقى الهدف البعيد بعيداً!
هل تطورت كرة القدم في أنديتنا بعد الاحتراف؟
عندما نجيب عن هذا السؤال سنبحر طويلاً ونذهب شرقاً وغرباً، وتأتي إجاباتنا مختلفة مغلفة بالعاطفة لعدم وجود معايير واضحة يتم القياس عليها، فلعبة كرة القدم نشاط إنساني اجتماعي اقتصادي له العديد من الفوائد على شعوب العالم كلها، وغالباً ما نقيس تطور كرتنا بإنجاز إقليمي أو قاري.
علينا أن نضع معايير واضحة وأهدافاً معلومة، مع جدول زمني يساعدنا على قياس لعبة تعتمد على الإلهام في صناعة المتعة.
وعلى محبي كرة القدم في بلادنا أن يساعدوا على خلق بيئة جيدة لتحقيق هذا التطور الذي نسعى إليه جميعاً، فالبيئة الطاردة تدمر كل أحلامنا وتقتل أهدافنا بدم بارد.
إن التطور يبدأ بوجود منظومة عمل متجانسة في الأندية تعرف ما تريد، في ظل محيط جماهيري هو الآخر منسجم مع أهداف وتوجهات ناديه وداعم له في كل الظروف، غير أن مأساتنا تكمن بوجود شرخ كبير بين الأندية وجماهيرها بسبب نتائج المباريات، وأن الضغط يبدأ على إدارات الأندية مع وجود خسارة أو أكثر، ونتيجة هذا الضغط تتخلى الأندية عن مشروع البناء التي تُعد له بسبب الأصوات التي تنادي بإسقاطها، فتلجأ إلى التغيير غير المدروس، وتعالج ضعف النتائج بهدم اللبنات الأساسية الجديدة للبناء.
إن عدم وضوح أهداف النادي لدى الجماهير، أو عدم إيمان هذه الجماهير بهذه الأهداف، يجعل التفاهم بين الطرفين محدوداً، ومن ثَمَّ يقلل فرص التعاون بين الجهتين، ومن هنا تظهر فئة انتهازية تتصيد في الماء العكر لإزاحة الإدارة، وتستمر هذه العملية بين كرٍّ وفرٍّ، الإدارات تتغير والأجهزة الفنية تتبدل، والهدف البعيد يظل بعيداً صعب المنال.
علينا أن نعيد حساباتنا، ونعيد رسم أهدافنا بمشاركة جماهيرنا، وأن نمنح الإدارات الوقت الكافي للعمل من أجل البناء أو إعادة البناء، فالصراع الخفي الذي يدور من أجل كرسي الحلاق وتقوده بعض شخصيات الظل سيجعل من اللعبة ضحية الأطماع الشخصية.
لنجعل من لعبة كرة القدم حياة تناغم وانسجام، ولنجعل بيئتها نظيفة يستهويها الصغير والكبير، المرأة والرجل، فهذه اللعبة لدى بعض الشعوب تشكل مصدراً مهماً من مصادر السعادة، تلهم الناس أفكار التعاون وبناء جسور المحبة.
(المصدر: الرؤية 2014-11-01)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews