النفط بين أوبك والصخري وأميركا وروسيا
عناصر وعوامل أساسية وسياسية واقتصادية متداخلة، من الصعب تفسير سبب وحيد حول تراجع أسعار النفط وهبوطه الى ما دون 85 دولارا للبرميل. لكن من الواضح ان أعضاء دول منظمة «أوبك» بأغلبيتهم متفقون على عقد اجتماع استثنائي سريع بخفض وتحديد سقف جديد للانتاج. لأن من دون حضور العضو والمنتج الأكبر فلا جدوى من الاجتماع الطارئ ولا خفض للإنتاج.
وإن كان السبب لإجبار منتجي النفط الصخري بخفض وعدم مواصلتهم استثماراتهم في هذا القطاع، وهذا لن يحدث ايضا حتى وان وصل معدل السعر النفطي الى 70 دولارا للبرميل. الا ان المنتجين لديهم من فوائض مالية كافية، ومن تأكيد وضمانات من البيوت المالية التي تشجعهم أكثر للمضي في الاستثمار في النفط الصخري، وبعد نجاحاتهم في تطوير الغاز النفطي. وان كان هذا سببا غير مقنع فماذا عن الدول الأخرى التي بدأت في الاستثمار في هذا المجال من روسيا والصين والأرجنتين، ومع دخول الشركات النفطية العملاقة في هذا المجال مثل أكسون موبيل!
وهذا سبب آخر غير مقنع «بدأت» حيث تحقق الشركات المستثمرة عوائد مالية مناسبة، ومن الصعب التوقف مع ضعف أسعار النفط، لأن في نهاية الأمر والى متى ايضا تستطيع الدول النفطية ان تتعايش مع معدل ضعيف وعند 70 دولارا. هذا وان استطاعت الدول الخليجية ان تتعايش الا انها ايضا لن تستطيع ان تواصل لأكثر من 3 سنوات.
اما عن تفسير الخلاف السعودي - الايراني واضعاف سعر النفط بسبب أيضا الخلاف الروسي - الأميركي بسبب أوكرانيا. وهذا غير مقنع للطرفين طالما ان ايران تستطيع ان تصدر انتاجها من النفط وتحقق ايرادات مالية من العملة الصعبة. ولن تتأثر اقتصادات روسيا لأنها ستتعايش مع معدل حتى ما دون الـ 70 دولارا. وسترفع سعر الغاز على جميع المشترين، وقد تعوض جزءا من خسائرها من النفط.
لكن في الوقت نفسه الكل يعلم ان أساسيات العرض والطلب ليست لمصلحة النفط والأسعار. والنمو يكاد يصل الى مليون برميل في اليوم، وهذا اجمالي ما تنتجه أميركا من النفط الصخري.
وقد تواصل اسعار النفط انخفاضها، لكن الأسباب كثيرة وأهمها ضعف الطلب العالمي على النفط. وفي النهاية على «أوبك» ان تجتمع وتقرر وتخفض.
( القبس 2014-10-24 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews