دولة فلسطين.. اعتراف يتسع
دقّت ساعة الجد والعمل.. لقد بدأ الأوروبيون يدركون أخيراً حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلّة ذات سيادة في حدود معترف بها دولياً، وتيقّنوا أنّ الطريق إلى هذه الدولة ليس الحوار وطاولة المفاوضات غير المتوازنة، التي تحرّكها إسرائيل متى وكيف شاءت، متلاعبة بمستقبل شعب آن له أن يجني ثمار نضاله عبر العقود الطوال.
وتأتي رغبة السويد في الاعتراف بالدولة الفلسطينية كأول دولة أوروبية كبيرة تقدّم على مثل هذه الخطوة، خير تحوّل في الموقف الأوروبي المتعنّت، الذي لم يسر على درب الجمعية العامة للأمم المتحدة التي وافقت على الاعتراف فعلياً بفلسطين دولة ذات سيادة في العام 2012، لكن الواقع على الأرض وبما يعج به من عذابات يتعرّض لها شعب فلسطين يومياً على يد الاحتلال وآلته القمعية، والشروط غير المنطقية التي تضعها إسرائيل كلما جلست إلى طاولة المفاوضات مجبرة غير مختارة، تجعل من الصعب الوصول إلى حل الدولتين الذي ارتضاه المجتمع الدولي دون أن يتمكّن من رسم ملامحه وخارطة طريقه الموصلة.
ولم تكد إسرائيل تفيق من لطمة السويد التي فجّرت مخاوفها، حتى أتت أخرى ممن لم تنتظر، جاء الاعتراف ليس رغبة كسابقه، بل تصويتاً برلمانياً وبأغلبية ساحقة هذه المرّة، زاد على 274 عضواً ولم يعارضه سوى قلّة لا تتعدّى 12 عضواً، أمرٌ فجّر الغضب والقلق الإسرائيليين، إذ إنّ الدائرة تتسع والقناعة بقيام دولة فلسطينية تكبر كل يوم وتترسّخ في الأذهان.
لقد قوبل الاعتراف البريطاني بترحيب عربي وإسلامي كبيرين، وآمال في اتخاذ برلمانات الدول الحرّة خطوات مشابهة، لكن ينبغي أن تخرج الأمور من طور الآمال والأماني إلى مرحلة العمل الدبلوماسي مع كل دول العالم وبرلماناتها، من قبل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بما تملكان من نفوذ، لتضييق الخناق على الاحتلال الإسرائيلي وإجباره على مشروع تسوية يعلن ميلاد الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
( البيان 2014-10-16 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews