أهالي الأسرى الفلسطينيين يحفرون قبراً رمزياً كناية على احتمال فقدان أبنائهم (فيديو وصور)
جي بي سي – نظم أهالي عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية فعالية حفر قبر رمزي، وذلك في ساحة مجاورة لمقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تعبيراً عن خشيتهم على ابنائهم الأسرى المرضى، بعد استشهاد الاسير المصاب بمرض السرطان ميسرة.
وتسمى الساحة المذكورة ساحة الامم، حيث تحيطها اعلام الدول كافة، وفي زاوية منها حفرالأهالي قبر أبنائهم الذين يعانون امراض شتى ويتعرضون للإهمال الطبي في سجون الاحتلال الاسرائيلي بأيديهم، وملؤوا الحفرة بصورهم .
كلما ضرب المعول ارض القبر علا أنين والدات الاسرى، يصوبن عيونهن لأرض القبر ودموعهنّ تنهال بغزارة معبرة عن مرارة، كلما تخيلن ابنائهن في ذلك المكان، فيما تقف والدة الاسير رياض العمور بجسدها المنهك تحتضن صورة ابنها بينما تخط ملامحها صمتا صارخا تبوح به رجفة يديها، وتجاعيد وجهها التي ترسم مأساة ابنها، ولم توجه رسالة لأحد.. لم تناشد.. لم تبح بما يعتمل قلبها، بل حدقت بصمت في الضريح الرمزي امامها وكأنها تبادله الحديث.
الاسير الشهيد ميسرة ابو حمدية والاسير الشهيد عرفات جرادات، كلاهما دخل الاسر على قدميه وخرج جثة هامدة تحملها الاكتاف وتلقي بها في حفرة مشابهة لتلك التي يتناوب ذوو الأسرى على حفرها.
"لا نريد رؤية أولادنا في هذه الحفرة"
رامي العريدي شقيق الاسير سامي، المحكوم عليه بالسجن19 عاما، والتي امضى منها نحو 14 عاما، والمصاب بضعف في عضلة القلب، فجلس يقرأ رسالة ذوي الاسرى ويديه ترجفان ودموعه ملأت عيناه، حيث وجه رسالته للجهات الرسمية والشعبية في فلسطين والعالم، قائلا: "لا تجعلونا نرى ابناءنا يوضعون في هذه الحفرة".
وقال العريدي في رسالته "ان هناك نحو 25 حالة من اصحاب امراض السرطان في سجون الاحتلال، هؤلاء بحاجة لوقفة جادة لإخراجهم من ظلمات الاسر إلى النور في ايامهم المعدودة المتبقية.
وحاول العريدي طمأنة والدة الاسير محمد التاج التي كانت تمطر الضريح بدموعها الحارقة، مؤكداً لها ان هذا القبر هو لمعاناة الاسرى وليس للاسرى.
وطالب ذوو الاسرى المرضى السلطة الفلسطينية "بالتحرك قبل ان يعود اليهم ابناؤهم جثامين."
وجاء في رسالتهم التي قرأها العريدي " لن نسامح احدا يقصر او يتهاون في تخفيف عذاب الاسرى المرضى."
وناشدت ام الاسير رياض العمور المحكوم 11 مؤبدا الجهات المعنية بالعمل على اخراج ابنها وكافة الاسرى احياء، مشيرة الى وضعه الصحي المأساوي، حيث يعاني من مرض القلب وقصور في الرئتين ودوخة قوية، وبات مؤخرا يتعرض لنوبات إغماء بشكل يومي.
وهتف الاسير المحرر خضر عدنان "الموت لاسرائيل"، وردد المشاركون الهتاف رافعين العديد من صور الاسرى المرضى في السجون الاسرائيلية.
القبر يرمز لفقدان الأسرى المرضى
أشار الناشط عصام بكر الى رمزية حفر القبر في ساحة الامم، على مقربة من المقاطعة، وقال ان في ذلك رسالة مهمة ودلالة كبيرة على فقدان الامل والرهان على المجتمع الدولي بإمكانية التحرك للضغط على دولة الاحتلال من أجل الانصياع للقانون الدولي.
وقال بكر ان في تلك الرمزية رسالة للمجتمع الدولي بأن الطريق لإلزام اسرائيل بالقوانين الدولية هو محاسبة الاحتلال على جرائمه وارسال لجان لتقصي الحقائق، للوقوف على ما يجري من انتهاكات خطيرة بالمعتقلات الاسرائيلية.
يذكر ان شرارة الاحتجاج على وفاة الاسير ابو حمدية قد حصدت شهيدين آخرين هما عامر نصار 17 عاما وناجي بلبيسي 18 من بلدة عنبتا شرقي مدينة طولكرم، وادت لوقوع اصابات عدة في صفوف المواطنين الفلسطينيين، وما زالت الاوضاع متوترة من تلك اللحظة.
وما يخشاه الفلسطينيون الان هوفقدان الاسير سامر العيساوي الذي وصفت حالته بالخطيرة جدا، مع دخوله شهره التاسع في الاضراب عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقاله.
شاهدو الصور:
شاهدوا الفيديو:
(المصدر: خاص- حسناء الرنتيسي - رام الله)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews