اتفاق الفصائل الفلسطينية
لدى أمل كبير فى نجاح واستمرار هذا النجاح فى الاتفاق الفلسطينى الذى جرى على أرض مصر، لدى قناعة أن الجهد المكثف والدبلوماسية المصرية الهادئة كانت وراء نجاح المصالحة بين جميع الفصائل الفلسطينية، حتى تم تشكيل اتفاق وحدة فلسطينية لإدارة غزة.. وجود السلطة الفلسطينية حالياً على أرض غزة مع حماس، دليل قاطع على أن هناك نية حقيقية لبدء مفاوضات جادة مع الجانب الإسرائيلى تمهيداً للوصول فى نهاية المطاف إلى إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضى المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
المراقب لتصرف حماس في هذا الشأن يدرك أن قادتها بدأوا يدركون أنه لا مفر من التصالح مع السلطة الفلسطينية حتى تتم المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى، وأعتقد أن هذا التصرف يفوت أى فرص علي تل أبيب لتعطيل المباحثات، الخاصة بعملية السلام والتى بدورها إسرائيل تسعى من جانبها إلى نسفها حتى لا يتحقق حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. القادة الفلسطينيون فى السلطة الفلسطينية وحماس أدركوا أخيراً أن إسرائيل التى تراوغ وتنسف أى جهود مبدولة تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية، لابد أن ينبذوا أى خلافات، ويكونوا يداً واحدة فى أية مفاوضات مع الجانب الإسرائيلى.. ومن خلال سنوات طويلة مضت بسب الخلافات الفلسطينية بكل فصائلها، تعطل مشروع إقامة الدولة.
السؤال المهم: هل الاتفاق الفلسطينى الذى تم إبرامه فى القاهرة مؤخراً بهدف توحيد الجهود فحسب لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل؟!.. أم أن هذه الاتفاق أبدى ولن تفسده «حماس»؟1.. هذا ما تكشفه الأيام مستقبلاً، وإن كنت أرى أن تجربة وصول الإخوان إلى الحكم وعزلهم بعد مضى اثنى عشر شهراً، وتجربة حماس فى الحكم هى الأخرى لم تدم طويلاً، تجعلان قادة حماس يفيقون من نومهم، ويتمسكون بالترابط مع باقى الفصائل الفلسطينية، حتى على الأقل ليكون القرار الفلسطينى موحداً، وحتى تكون هناك صيغة حوار مشتركة بين الفصائل أثناء التفاوض مع إسرائيل والاستمرار حتى إقامة الدولة الفلسطينية.
التوحد الفلسطينى يجب ألا يفسده أى فصيل لضمان إقامة الدولة، ولإيمانى الشديد بأن إسرائيل التى لا تريد إقامة الدولة الفلسطينية، ستسعى بكل الوسائل والسبل لإحداث الفرقعة بين الفصائل الفلسطينية، وهنا بات من الضرورى على جميع الفصائل تفويت الفرص على اسرائيل حتى تضمن إقامة الدولة الفلسطينية، وأعتقد أن تقريب وجهات النظر بين الفصائل على الأقل أمام العدو الإسرائيلى خلال المفاوضات باتت أكثر جدية وإلا ستتعقد القضية الفلسطينية وهذا ما لا نتمناه.
(المصدر: الوفد 2014-09-27)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews