المؤسسات المالية تتحرك للحد من التغير المناخي
يقول أحد مؤسسي جماعة تعمل مع مستثمرين، إن التحرك المتزايد من جانب أفراد ومؤسسات لبيع أسهم مرتبطة بالوقود الأحفوري لديه القدرة على تحفيز الجهود العالمية لوقف التغيّر المناخي.
وتلقى هذا التحرك دفعة أمس حين أعلنت أسرة روكفلر التي بنت ثروتها من النفط وغيرها من محبي الإحسان والأغنياء عن تعهدهم بسحب استثمارات تبلغ نحو 50 مليار دولار من قطاع الوقود الأحفوري.
وبحسب تشاك كولينز، المشارك في تأسيس منظمة دايفست إنفست إنديفيديوال، التي تدعم الأفراد الذين يريدون سحب استثماراتهم من الوقود الأحفوري، “هذه نقطة تحول في الحركة… إنها اعتراف بأن هيئاتنا السياسية أخفقت في الاستجابة لوتيرة التغير المناخي”.
وبينما يستمر بعض الساسة في مناقشة ما إذا كان التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري هو شيء موجود بالفعل، فإن التحرك الرامي لسحب الاستثمارات يشير إلى تحول قد يصبح مهما ومن شأنه أن يساعد في تشكيل تكتل مهم من البشر لا يقتصر نشاطهم على المطالبة بالتحرك في موضوع التغير المناخي، ولكن بوضع أموالهم بحسب المواقف التي يتبنونها.
ويقول كولينز في مقابلة مع “رويترز″، إن “الناس سيصوّتون بدولاراتهم… إن تحرك الأفراد سيدعم الجهود المؤسسية لوقف التغير المناخي، وسيساعد في بناء سوق للاستثمارات البعيدة عن الوقود الأحفوري”.
وأعلن التحالف عن هذه التعهدات الجديدة قبل يوم من إلقاء 120 زعيم دولة كلمات أمام الأمم المتحدة بشأن ما سيسهمون به في الجهود العالمية لوقف ارتفاع درجات الحرارة.
وتطلب منظمة دايفست إنفست إنديفيديوال من الناس تقديم تعهد ينص على أن قيمة الاستثمارات الشخصية التي يعتزمون إجراءها أو التي أجروها بالفعل لا تشمل الوقود الأحفوري.
والهدف هو سحب استثمارات من كبريات شركات النفط والغاز والفحم البالغ عددها 200 شركة وإعادة استثمار الأموال في مشاريع للطاقة المتجددة والتنمية الاقتصادية المتواصلة.
ويأمل القائمون على الحملة في أن تساعد آلية سحب الاستثمار وإعادة الاستثمار في المساعدة على إحياء الاستثمار في الطاقة النظيفة. وبلغ حجم الاستثمار في الطاقة النظيفة أعلى مستوى له في عام 2011 عند 318 مليار دولار. ولكنه تراجع منذ ذلك الحين.
وتأسست حركة سحب الاستثمار من الوقود الحفري عام 2011 في 6 جامعات، حيث دعا الطلاب كلياتهم إلى سحب الأوقاف المتعلقة بالفحم والنفط والغاز الطبيعي.
ومنذ يناير الماضي زاد إلى أكثر من المثلين تعهد الجامعات والكنائس والبلديات والمستشفيات وصناديق التقاعد والأفراد في الولايات المتحدة وفي الخارج ليصل إلى 180 كيانا، بحسب مكتب أرابيلا الاستشاري الخيري. وانضم كذلك أكثر من 650 فردا منهم الممثل مارك روفالو الذي لعب دور البطولة في فيلم أفينجرز.
وفي أكبر خطوة لسحب الاستثمارات في القطاع الأكاديمي، تعهدت جامعة ستانفورد في مايو الماضي، بأن أموال الوقف البالغة قيمتها 18.7 مليار دولار لن تستخدم بعد الآن في الاستثمار في مجال الفحم.
ولكن جامعات أخرى مثل هارفارد وجامعة كاليفورنيا قالتا إنهما ستبقيان على الاستثمار في مجال النفط والفحم والغاز الطبيعي.
وشبّه كولينز هذه الحملة بحملة من جانب حركة مناهضة الفصل العنصري في الثمانينات بسحب الاستثمارات من الشركات التي لها أعمال في جنوب أفريقيا.
ووصف دزموند توتو، كبير الأساقفة في جنوب أفريقيا، وهو من أقوى مؤيدي حركة سحب الاستثمار وإعادة الاستثمار، التدمير البيئي، بأنه “يتحدى حقوق الإنسان في وقتنا” مشدّدا على أن الفقراء هم من يتحملون وطأة التغيّر المناخي.
(المصدر: العرب 2014-09-24)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews