مزبلة التاريخ
يُعد الجانب المعنوي حالة مهمة في حياة الرياضي، إذا كان لاعب كرة قدم أو سلة أو طائرة أو يد، أو عداء أو دراج، أو غيرها من الألعاب، ويلعب مسؤولو المؤسسات الرياضية والأعضاء دوراً مهماً في رفع الروح المعنوية للرياضيين في المنافسات وقبلها في التدريبات والمعسكرات.
من يرفع معنويات رياضييه هو من تهمه المصلحة العامة، أما المسؤول الأناني الذي يبحث عن مصالحه الخاصة من خلال هذا الفريق أو ذاك فلن يقدر على أداء هذا الدور لأنه مكشوف لدى اللاعبين، ويعرفون الغرض من زيارته التي تكمن في البحث عن ضوء إعلامي من خلالهم ولتسجيل انتصاراتهم باسمه.
هناك رؤساء مؤسسات رياضية يغرسون في روحك علم الوطن ومحبته، وهناك آخرون ينزعون من صدرك هذه المحبة بسبب طغيان مصالحهم الخاصة وارتفاع منسوب أنانيتهم، وهناك مجالس إدارات تستثمر نجاح الرياضيين بإصدار قرارات لصالح أعضائها دون النظر إلى التأثير السلبي على أداء اللاعبين بسبب هذه القرارات التي تأخذ من حقوقهم لصالح أعضاء ليس لهم دور في الإنجازات التي يحققها الرياضيون.
الجانب المعنوي مهم جداً، وليس بمقدور كل مسؤول رياضي أن يؤدي هذا الدور من خلال زياراته لفرق مؤسسته، لأن المسؤول الذي يفضل مصلحته الخاصة على العامة هو شخص فاشل مهما تنوع مكره وكثرت حيله وألاعيبه وخبثه.
لقد قدم لنا تاريخنا الرياضي شخصيات تستحق أن تكتب في سجلاته بأحرف من نور لأنهم خدموا الرياضة بصدق وإخلاص دون النظر إلى مصالحهم الخاصة، وفي الجانب الآخر قدم لنا شخصيات أقل ما يمكن أن توصف مجالسها بمجالس العار، لأنها تعمل من أجل مصالحها الخاصة وتحاول هدم كل أثر جميل تركه الآخرون، وهؤلاء مكانهم مزبلة التاريخ.
الذين ينفقون المال العام من خلال السفر خلف فرقهم وبعثاتهم وهم يعرفون أن تأثيرهم على الرياضيين يساوي صفراً، هم في الحقيقة يهدرون مالاً ليس من حقهم، كما أن تأجير أبواق الدعاية لم يعد له فائدة في ظل فطنة الرأي العام.
لا تهدروا المال العام من خلال الرحلات المكوكية بمرافقة خدمكم تحت ذريعة رفع الروح المعنوية للرياضيين قبل أن تثبتوا للجميع أنكم تعملون للمصلحة العامة، وأعتقد أن البرهان صعب جداً على الذين سال لعابهم على مكافأة فوز يتقاسمونها مع لاعبين شباب همهم رفع راية الدولة في المحافل الخارجية.
(المصدر: الرؤية 2014-09-20)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews