مؤتمر باريس
قد يتصور البعض ان مشاركة العراق في مؤتمر باريس لم تكن خطوة مدروسة بعناية باعتبار ان بعض الدول المشاركة في المؤتمر متهمة بالتورط بدعم الارهاب الذي يستهدف العراق؛ وان المؤتمر جاء ليكون بمثابة تبرئة لهذه الدول.
لدينا ادلة فعلا على تورط بعض الدول بذلك. بل ان شراء النفط المسروق من قبل داعش او السكوت عنه يمثل شكلا من أشكال التورط. هذا فضلا عما هو معروف مسبقا من دعم كانت تحصل عليه الجماعات الارهابية من هذه الدولة او تلك.
في الوقت نفسه تعتقد الحكومة العراقية ان هذه الدول المتهمة او المتورطة بدعم الارهاب أخذت تدرك ان الارهاب لم يعد يشكل خطرا على العراق فقط؛ انما هو خطر على المنطقة والعالم، كما شخصت الدول المشاركة في مؤتمر باريس. «هذا الشعور يولد وعيا جديدا» كما قال رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي في مقابلته التلفزيونية مع «العراقية». والحكومة العراقية تراهن على هذا الوعي الذي يجعل من داعش والجماعات الارهابية الاخرى عدوا مشتركا. ومن هنا جاءت مشاركتها في مؤتمر جدة ومشاركتها في مؤتمر باريس. والهدف من هذه المشاركات ليس فقط الحصول على دعم دولي وإنما تعميق وعي الدول المتورطة بأن دعمها للجماعات الارهابية بهدف التأثير في الأوضاع الداخلية في العراق خطأ ستراتيجي كبير.
يبقى على هذه الدول وغيرها ان تترجم وعيها الجديد وموقفها المناهض لداعش الى خطوات عملية ملموسة. ومن هذه الخطوات العملية:
اولا، المشاركة في العمليات العسكرية بحسب الطريقة التي تطلبها الحكومة العراقية.
ثانيا، تقديم الدعم التسليحي والمعلوماتي للقوات العراقية التي تحارب داعش.
ثالثا، تجفيف منابع التمويل لداعش وبعضها عبارة عن «تبرعات» يدفعها مواطنو بعض الدول المعنية.
رابعا، منع تدفق المقاتلين الى سوريا والعراق والتضييق على حركتهم.
خامسا، المساهمة في إعمار المناطق المغتصبة بعد تحريرها. وقد دعا العبادي الدول المعنية الى إقامة صندوق مانحين لهذا الغرض.
(المصدر: الصباح 2014-09-16)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews