مواجهة الإرهاب العالمي
تطور جديد في الحرب العالمية علي الإرهاب والقضاء علي ذيوله، تمثل في استضافة فرنسا مؤتمر باريس للسلام والأمن في العراق، بمشاركة نحو 30 دولة عربية وأجنبية من بينها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بما يؤكد الحاجة الماسة التي يتطلبها الوضع الراهن في العراق وسوريا والمشرق العربي عموما الذي يعيش مخاوف الوقوع في براثن الإرهاب وزيادة سيطرة تنظيم «داعش» ومكتسباته بما يهدد أمن واستقرار الدول التي تواجهه.
ولم تكن إشارة الرئيس الفرنسي فرانسو أولاند في افتتاح المؤتمر الي ضرورة عدم إضاعة الوقت في محاربة «داعش» سوي إنذار حقيقي ليس فقط لدول المنطقة وإنما للعالم اجمع، بضرورة الإسراع في تكوين الائتلاف الدولي لمواجهة التنظيمات الإرهابية التي تقضي علي الأخضر واليابس وتمارس أمورا لا تليق بالدين أو الإنسانية، وآخرها قطع رأس الرهينة البريطاني ديفيد هاينز بوحشية لا مثيل لها، ليحل ثالثا بعد الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن ستولوف اللذين خطفا أيضا في سوريا.
لقد شدد أولاند علي ضرورة التزام كل الدول المشاركة في ائتلاف محاربة الإرهاب بوضوح وقوة في مواجهة التهديد الإرهابي الكبير« الذي يمثله الإرهابيون الجدد إزاء دول المنطقة والعالم.
لقد سكت العالم علي الإرهاب علي اعتبار انه أمر محلي أو إقليمي ولن يمتد كثيرا عن منطقة الشام، حتي تمكن تنظيم داعش خلال أشهر معدودة من السيطرة علي 40% تقريبا من شمال العراق و25% من سوريا، وليتعرض بوحشية هناك للضعفاء والنساء والأطفال والأقليات الدينية ويمارس جرائم إبادة جماعية وتطهيرا عرقيا ودينيا ضد الآلاف من المواطنين.. وعندما أدركت الولايات المتحدة ومعها الدول الأوروبية مدي خطورة الوضع ، سارعوا جميعا لوضع استراتيجية شاملة للمواجهة بدأت بمؤتمر جدة الذي أضفي جدية علي الموقف الدولي والأمريكي لمواجهة الإرهاب وإعادة الاستقرار إلي المنطقة قبل أن تستفحل الأمور الي ما لا يحمد عقباه.
ونحن في انتظار أن يقود مؤتمر باريس الي آلية محددة المعالم لتحديد الأدوار العسكرية والمالية والمخابراتية لكل دولة من الائتلاف الدولي ، لتؤكد مصر للعالم أهمية ما طالبت به القوي العالمية مرارا بالإسراع بتشكيل هذا التحالف لمواجهة قوي الظلام مهما تعددت أو اختلفت مسمياتها.
(المصدر: الأهرام 2014-09-16)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews