لقاء مع رئيس أبحاث الامن القومي الإسرائيلي حول الحرب على تنظيم البغدادي
جي بي سي نيوز - : أجرى راديو إسرائيل الاتصال التالي مع اللواء احتياط عاموس يادلين – رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق، ورئيس مركز أبحاث الأمن القومي حاليا وتاليا ترجمة حرفية له :
س- تفيد الأنباء صباح اليوم - الثلاثاء - أننا نقدم معلومات جيدة عن منظمة داعش للغرب، فهل نعمل على هذا الجانب لأن داعش تعرض إسرائيل للخطر؟
ج- بالتأكيد، فالمعلومات التي نقوم جمعها في الشرق الأوسط تتعلق بالعديد من الجهات: حماس إيران، حزب الله، فنحن نريد أن نعرف ما يحدث في سورية، وفي سيناء وغزة، ولدينا مقدرة استخبارية متميزة، ونحن نخدم بها حلفاءنا.
س- تندفع هذه المنظمة المسماة الدولة الإسلامية بمنتهى السرعة في سورية والعراق ولبنان، وتقتل جنودا، وتقطع رؤوسا، فهل كل هذه الأحداث هي مبرر لنا كي لا نسمح بإقامة دولة فلسطينية مثلما يقول الوزير نفتالي بينت، أم على العكس، يجب أن نمد أيدينا إلى أبو مازن كي يتمكن من السيطرة على غزة وكبح جماح حماس، والتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، وإلى حل إقليمي مثلما يقول الوزيران: تسيبي ليفني ويائير لبيد؟ من هي الجهة التي على حق في هذا الجدل الكبير؟
ج- هناك ظاهرة معروفة لدينا، وهي أنه وفي أعقاب كل حرب تنشب في المنطقة وفي أعقاب كل حدث يتمسك كل جانب في إسرائيل بمواقفه، ويؤكد على أن ما قاله في السابق هو الصحيح. إن المسائل التي تطرحها ليست سهلة، فكي نتمكن من دفع السلام إلى الأمام والذي يعتبر بمثابة مصلحة لنا جميعا. بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف نتأكد أنه حينما نتقدم على صعيد السلام لن نمس بأمن إسرائيل، وهذا عامل مركزي في أية اتفاقية، وإذا كان هناك مساس بأمن إسرائيل، فيجب أن يكون بمقدورنا معالجته بمخاطرة نستطيع تحملها. وأنا لا أعتقد أن داعش تندفع باتجاه إسرائيل الآن وأعتقد أن هناك ائتلافا كبيرا جدا آخذ في التبلور ضدها.
س- وهل سيتمكن هذا الائتلاف من وقف داعش، وتصفيتها؟
ج- كلمة تصفية هي كلمة صحفية ، لا شك أن هذه الظاهرة أكبر مما نتصور، وهي ليست ظاهرة عسكرية ومادية فقط، بل هي ظاهرة أيديولوجية، ومثلما تعرف فإن القضاء على الأيديولوجيات هو مسألة مستحيلة، بيد أننا نرى تبلور ائتلاف ضد الدولة الإسلامية: تركيا، روسيا، كردستان، العراق، إيران، السعودية، الأردن، إسرائيل، لبنان وسورية، وجميع هذه الدول ترغب في وقف داعش. ورغم ذلك فإن هذا الائتلاف مشكلة في حد ذاته، فهو غير متحد. لذا نرى الأميركيين يحاولون خلق ائتلاف أكثر تجانسا وائتلافا مع جهات تتعرض لتهديدات حقيقية من داعش.
س- يبدو أن هذا الائتلاف الأميركي يفتقر إلى دولة مهمة وهي الأردن التي لا ترغب في الانضمام إلى هذا الائتلاف؟
ج- هناك فارق كبير بين ما يتم الإعلان عنه وبين ما يقال في الخفاء. إن السبب الذي يحول دون تشكيل هذا الائتلاف هو انعدام الثقة في الشرق الأوسط من قبل الدول السنية المعتدلة مثل الأردن والسعودية ومصر ودول الخليج في مدى استعداد الولايات المتحدة لبذل الجهد حقا في محاربة داعش. يجب على الرئيس الأميركي أن يغير اتجاهاته على صعيدين مقارنة بما فعله خلال السنوات الماضية: فقد كان رئيس إنهاء الحروب وبالتركيز على العراق، ولم يعترف حتى بمصطلح الحرب على الإرهاب. وفي نفس الوقت عليه الآن أن يحارب أسوأ منظمة إرهابية وأن يعيد القوات الأميركية إلى المنطقة. وهذا صعب للغاية.
إن الرئيس أوباما يدرك الآن أن الإستراتيجية التي يبنيها لمحاربة داعش تقوم على ساقين أساسيين: الأولى في العراق والثانية في سورية. وفي الوقت الذي توصل فيه في العراق إلى تفاهم وسرع عملية استبدال حكومة المالكي، والمتهمة بكونها أحد أسباب الانتصارات التي حققتها داعش،حيث أنها دفعت الفئات السنية إلى أحضان داعش، وفي نفس الوقت الثاني فهو لا يتدخل في سورية، رغم أن سورية تعتبر الحاضنة التي تحتضن داعش، والتي تمكنها من استخراج النفط وبيعه. ولا شك أن معالجة داعش في سورية يعتبر مشكلة في الاستراتيجية التي يعمل الرئيس أوباما على بلورتها.
( المصدر : جي بي سي نيوز - حيفا ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews