إعادة بناء العراق مسؤولية حكومته الجديدة
قوبل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة السيد حيدر العبادي ومنحها الثقة من قبل البرلمان بترحيب عربي ودولي واسع على أمل تلافي الأخطاء الجسيمة والعميقة التي أوقعت العراق إلى حالته المثيرة للقلق حاليا، بحيث لم يعد غياب الاستقرار وانعدام الأمن عوامل تهدد وحدة العراق وسلامته ووحدة أراضيه فحسب، بل أصبحت مصدر تهديد لدول المنطقة برمتها، وخطرا على الأمن والسلم الإقليمي والعربي، بل والدولي، ومن هذا المنطلق، أعربت دولة قطر عن ترحيبها بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وعبرت عن أملها في أن تكون انطلاقة لمستقبل زاهر للعراق الشقيق، وأن تشكل كذلك خطوة نحو الحفاظ على وحدة العراق وأمنه واستقراره، فدولة قطر حريصة كل الحرص على خروج العراق من أزمته موحدا بأبنائه، ومتصالحا مع ذاته، ومجسدا لعراقة وتاريخ هذا الجزء من الأمة العربية، وهو أمر ممكن الحدوث عندما يتسامى أبناء العراق المخلصين بوطنيتهم إلى مستوى التحدي، ويقفون يدا واحدة أمام المستفيدين من العزف على وتر الطائفية، والمستغلين لضعف العراق من أجل مجرد حسابات شخصية ضيقة.
العراق يقف اليوم على قدميه، ومشكلته ليست مشكلة أمنية فحسب، حيث لوحظ تأجيل البت في المرشحين لقيادة الوزارات الأمنية، بل مشكلة سياسية، تتطلب حوارا وطنيا جامعا لايقصي فئة، ولايهضم حق كتلة، ولايتجاهل مطالب أي تيار، وإذا استطاع العراقيون التوحد حول حكومتهم الجديدة، والانسجام تحت قبتهم برلمانهم الجديد كذلك، فستكون كفة المستقبل هي الكفة الراجحة، وسيكون هذا المستقبل مستقبلا زاهرا ومشرقا، هناك إجماع عربي ودولي على أهمية دعم العراق في هذه المرحلة، وأولى مؤشرات هذا الدعم مؤتمر السلام والأمن في العراق الذي سيعقد في باريس منتصف الشهر، ومن ثم فإن المأمول من الحكومة الجديدة هو استغلال هذا الدعم لإعادة بناء العراق الموحد والمتماسك، وإعادة بناء ثقة العراقيين في قيادتهم التي يتوقعون منها أن تكون على قدر التحدي.
(المصدر: الشرق 2014-09-10)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews