إيبولا وصل إلى أميركا!
في ظل وصول أعداد المصابين بفيروس إيبولا المتفشي إلى أرقام قياسية، تعلن المطارات حول العالم أعلى درجات التأهب لرصد الركاب الذين تظهر عليهم أعراض المرض الوافدين من دول غرب أفريقيا، حيث تستخدم أجهزة مسح حرارية لرصد الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع درجات الحرارة وسط حشود السائرين. لذلك من المفهوم أن يُفاجأ كثير من الأميركيين بالإعلان الذي جرى الأسبوع الماضي بأنه سوف يجري إحضار مريض واحد على الأقل مصاب بفيروس إيبولا من ليبيريا إلى مستشفى في أتلانتا. ولكن ما يزيد الدهشة هو أن المسؤولين الذين اتخذوا هذا القرار قاموا به خارج الرقابة الحكومية.
لا شك في أن المريضين الأميركيين المصابين بفيروس إيبولا - الطبيب كينت برانتلي ومساعدته نانسي رايتبول - يستحقان أفضل رعاية طبية ممكنة. ويعمل الاثنان في منظمة إغاثة مسيحية خاصة تسمى «ساماريتان برس»، وقد خاطرا بحياتيهما لرعاية مرضى ليبيريا ومصابي إيبولا وأصيبا بعدوى الفيروس، على الرغم من تطبيقهما للأساليب الصارمة التي توصي بها مراكز مكافحة الأمراض. ولكن يجب تقييم ما يستحقه هذان البطلان في مقابل الخطورة الضئيلة ولكنها كارثية بإمكانية انتشار الفيروس في الولايات المتحدة.
لم يذكر الإعلان عن نقل مريض واحد من الاثنين إلى أتلانتا من هو صاحب القرار. ويبدو أنه ليس مسؤولا فيدراليا رفيع المستوى، نظرا لأن الطائرة المستخدمة في النقل طائرة خاصة. وقبل إقلاع الطائرة بعدة ساعات فقط من جورجيا، كان توم فريدن مدير مراكز مكافحة الأمراض واتقائها يتحدث مع الصحافيين ولم يشر على الإطلاق إلى هذه الخطوة الوشيكة. بل على النقيض ذكر فريدن أن مثل هذا التدخل قد يكون غير حكيم. في الوقت ذاته أعلن أن مراكز مكافحة الأمراض ستعمل مع منظمة ساماريتان برس على «تسهيل أي خيار تسعى إليه».
ينتهك نقل مريض إلى الولايات المتحدة مبدأ التلوث الرئيسي، الذي تطبقه السلطات الطبية وتفرضه السلطات العسكرية على مواطني غرب أفريقيا: الحجر الصحي. وهناك اعتبارات مهمة يجب أن يتوقع الأميركيون أن يراعيها مسؤولو حكومتهم. كنت أتوقع أن يكون رئيس مراكز مكافحة الأمراض، أو ربما الرئيس ذاته، هو الذي سيصدر أمر الشروع في عملية يقوم بتسهيلها الجيش وذلك فقط بعد مداولات ومشاورات موسعة مع القادة المجتمعيين. فهل بدلا من ذلك لجأت مراكز مكافحة الأمراض إلى تيسير «أي خيار» ترجو ساماريتان برس في تنفيذه؟
إذا كان الأمر كذلك، قد يكون قرار إحضار مريض إيبولا قد اتخذ لأنه لم يكن هناك خيار آخر. وإذا كانت الحكومة مشتركة في الأمر، لماذا لم ترسل طائرة نقل عسكرية أو أكثر، تمتلئ بعناصر ضرورية لوحدة رعاية مركزة حديثة؟
ومع ذلك من المرجح أيضا أن يكون كلا المريضين يجدان فرصة أفضل في النجاة بوجودهما في قسم صممته مراكز مكافحة الأمراض في مستشفى جامعة إيموري في أتلانتا. ولكن تقرير أفضلية ذلك على وجه التحديد - وما إذا كان الفارق كافيا للمخاطرة بنقل الفيروس إلى الولايات المتحدة - لا يجب أن يكون في يد منظمة خاصة سواء كانت ساماريتان برس أو مستشفى إيموري.
( نيويورك تايمز 11/8/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews