أوروبا تحتفل بمئوية الحرب العالمية الأولى بأفق تجاوز المرارات
من سهول بلجيكا إلى جبال شمال الصرب، تُعقد الاحتفالات هذا الشهر بمناسبة ذكرى العمليات التي أشعلت الحرب العالمية الأولى. سينضم الزعماء الدينيون والعسكريون والسياسيون إلى الفنانين والشباب وأعضاء جمعيات المحاربين القُدامى، وغيرها من الدوائر المرتبطة بالحرب. وجودهم المزدهر، بعد 100 عام، يشهد على صدى الحرب في الذاكرة الجماعية وهوية أوروبا الحديثة.
الحرب تلك دمرت الإمبراطوريات: الألمانية وأسرة هابسبورج والنمساوية والإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الروسية، واستعاضت عنها بنظام الدول القومية الصغيرة التي بقيت على قيد الحياة، مع بعض التعديلات، حتى يومنا هذا. المعارك التي حوّلت المشهد السياسي في أوروبا لن تكون نقطة محورية في الاحتفال في بلدان أخرى. في بلدة أراس شمالي فرنسا، هناك أحد الطقوس لإحياء ذكرى يوم 13 من آب (أغسطس)، سيكون لإحياء ذكرى وصول القوة العسكرية البريطانية في عمليات النقل البرية والبحرية والجوية التي بدأت في التاسع من آب (أغسطس) عام 1914.
بحلول الوقت الذي انتهت فيه معركة أبريس الأولى في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1914، كان الجيش النظامي القديم في بريطانيا قد مُحي من الوجود عملياً، بعد خسارة أكثر من نصف رجاله البالغ عددهم 160 ألفاً، في ثلاثة أشهر فقط. في بلدة الجامعة البلجيكية لوفين، ستكرم احتفالات هذا الشهر المدنيين العُزّل الذين قُتلوا في آب (أغسطس) من عام 1914، في ثورة للقوات الألمانية التي كانت مُقتنعة، بشكل خاطئ، أنها كانت تتعرض للهجوم من قنّاصين مُتنكرين. حتى بعد قرن من الزمن، يتم تذكّر دمار بلدة لوفان بشكل كبير جداً في بلجيكا، بحيث يتم استلهام ذلك عبر موسيقى دينية تعزف طوال ساعة.
المعارك غير المعروفة كثيراً في بلجيكا وبريطانيا وفرنسا هي تلك التي تم خوضها في آب (أغسطس) عام 1914 في كافة أنحاء أوروبا الشرقية، حيث اشتبكت جيوش ألمانيا والنمسا والمجر مع جيوش روسيا وصربيا. في الساعة 1:20 عصر يوم 28 تموز (يوليو) عام 1914، أعلنت النمسا والمجر الحرب على صربيا – وهي أول مرة تستخدم فيها أي حكومة التلجراف لفعل ذلك. بعد أقل من ثلاثة أسابيع، حققت القوات الصربية أول فوز للحلفاء في الحرب من خلال هزيمة الغزاة النمساويين، على سفوح جبل سير في شمال صربيا.
دولة صربيا أحيت هذا الفوز بصحبة ممثلين عن الحلفاء، حيث وعدت بأن تكون غير مثيرة للجدل، على عكس الحفل في سيراييفو يوم 28 حزيران (يونيو) الماضي، بمناسبة الذكرى المئوية لاغتيال الأرشيدوق النمساوي فرانز فيرديناند.
( فايننشال تايمز 10/8/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews