"خرافات السنين" في .. غزة!
يبشر الغرب صاحب "الضمير الحي" بأنه سيقلم قريبا أظافر المرتشين والفاسدين في ملف استضافة قطر مونديال 2022، لأنه لا يحتمل "رؤية المنكر دون أن يغيره"!
يرفع رأسه قليلا إلى أعلى حيث روسيا بوتين ليهددها بحرمانها من شرف تنظيم مونديال 2018 بسبب أعمال العنف المتصاعدة في أوكرانيا، لأنه ببساطة "حساس ولا يحب الأذى للناس"!.
بين النقطتين جرح الأمة و الإنسانية والضمير الحي غزة التي ترزح تحت دمار العدوان الصهيوني الغاشم الذي أتى على كل شيء جميل.. لم ير هذا العدوان ولم يبصر ذاك الدمار وتلك القوافل من الشهداء التي ترتقي للسماء وآلاف الجرحى والمشردين، فلم يتحرك "ليغير المنكر" أو "يوقف الأذى عن أهل غزة".
رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم فولفغانغ نيرسباخ كان أكثر الأصوات الألمانية قلقا إزاء استضافة روسيا لمونديال 2018 بعد أعمال العنف المتصاعدة في أوكرانيا.
ويقول نيرسباخ لجريدة "بيلد" : "نتابع بقلق بالغ التطورات السياسية في روسيا والتي لم تكن متوقعة عندما حصلت روسيا على حق استضافة كأس العالم في ديسمبر 2010".
ويمثل هذا التصريح تأييدا لمطالب ألمانية ظهرت في الأيام الأخيرة لمقاطعة كأس العالم في روسيا، بينما اقترح العديد من السياسيين الألمان نقل البطولة إلى ألمانيا.
الإتحاد الألماني على شاكلة مستشارة البلاد أنخيلا ميركل لا يرى ولا يبصر ما يحدث من جرائم حرب في غزة، ولا يبدي حتى "شعورا بالأسى والحزن" كما فعل كبير الفيفا العجوز سيب بلاتر الذي يرفض، بالمقابل، "كل أشكال العنف" مٌسويَّا بين الضحية والجلاد.
لكن هذا العجوز لم يقل إن ما تفعله إسرائيل هو أكثر من عدوان، وأن هيئته لن تسكت حياله، وستدعو إلى تجميد النشاط الكروي بهذا الكيان المعتدي وتحرمه من المشاركة بالدورات والبطولات الخارجية تأسيا بشركات النقل العالمية التي رفضت السفر إلى هذا الكيان.. لو فعل ذلك لكبر في أعين ملايين العرب، وربما العالم الحر الحقيقي غير المزيف، ولنال منهم ثقة العبور إلى الولاية الرئاسية الخامسة على رأس الفيفا.. لكنه لم يفعل لأن همّه اليوم هو تقليم أظافر المرتشين والفاسدين في ملف استضافة قطر مونديال 2022، ولا ينتظر سوى أصوات "العالم الحر"!
وقد بدأت تلك الأصوات الناعقة مطالبة بمعاقبة قطر ، وهذه المرة ليس بتهمة "الفساد" بل بزعم "دعمها للإرهاب في غزة" كما يدعي وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الذي دعا الـفيفا إلى سحب حق تنظيم كأس العالم 2022 منها بزعم أنها "الممول الأول للإرهاب والموت في العالم بسبب دعمها لحركة حماس ".
لا يشك أحد من أصحاب الضمير الحي الحقيقي في أن العدوان الإسرائيلي على غزة عاد بالوبال على الكيان الصهيوني نفسه وأحرج قادته والمتصهينين العرب بعد أن كسبت القضية الفلسطينية، كما لم تفعل من قبل، تضامنا عالميا واسعا وغير مسبوق حتى أن اللاعب الانجليزي جو بارتون خرج يغرد بعد أن آلمه مشهد الدمار وموت الأطفال والشيوخ بغزة: "لا تستطيع قتل الأبرياء ، لا تستطيع إخراج الناس من بلادهم بسبب كتب خرافات لها آلاف السنين !".
( الحياة 30/7/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews