Date : 23,11,2024, Time : 09:48:07 PM
4085 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الاثنين 30 رمضان 1435هـ - 28 يوليو 2014م 01:13 ص

مصر و «حماس»... ورسالة مرسي

مصر و «حماس»... ورسالة مرسي
محمد صلاح

تقرأ تعليق السيد خالد مشعل على المبادرة المصرية فتشعر وكأنه يعبّر عن موقفه من عزل محمد مرسي ومحاكمته. وتشاهد وتسمع حديث رئيس الوزراء التركي أردوغان عن دور مصر في أزمة قطاع غزة فتتلمس غضبه على إطاحة حكم «الإخوان المسلمين» في مصر والثورة ضد الجماعة. دعك من مواقف قطر أو ما يصدر عنها أو قناتها من سلوك، فالاعتقاد الراسخ لدى المصريين، على الأقل، أنها ليست مواقف مبدئية أو حتى تقوم على أسباب عقائدية وإنما سلوك سيتغير إذ تغيرت البوصلة الأميركية. القضية هنا أن ردود فعل بعض قادة «حماس» وزعماء حزب أردوغان الأتراك تقفز على المواضيع الرئيسية: العدوان الإسرائيلي على غزة، وأزمة القطاع، والقضية الفلسطينية. فالمهم لديهم الاصطياد والإساءة إلى الحكم في مصر بأي شكل، والانتقاص من الدور المصري على حساب الدم الفلسطيني، لعل الناس في مصر والعالم ينادون بعودة حكم «الإخوان» مرة أخرى!
أحياناً يكون أهم إنجاز وطني تقوم به أن تختفي لمدة، أو تصمت لفترة، لأن وجودك في حد ذاته هو المشكلة، طالما أنك فضلت الالتزام التنظيمي على المصلحة الوطنية، والانتماء الفكري على المشاعر الإنسانية، والارتباط العقائدي على المسؤولية التاريخية. ينطبق الأمر على رموز «حماس» وينسحب أيضاً على قادة ورموز الحركات الإسلامية التي انتشرت وتسربت وتشعبت في بعض البلدان العربية كنتاج لحرب أفغانستان، وما تلاها من حروب أبرزها الغزو الأميركي للعراق، وثورات أهمها «الربيع العربي»، وأحداث ضخمة كهجمات أيلول (سبتمبر)، وخطط جديدة كمشروع الشرق الأوسط الكبير، ووصول الديكتاتوريات العربية الى مرحلة «الخرف»، فكانت النتيجة جيلاً من الإسلاميين يفتخر بالذبح أمام العدسات، لديه تربة خصبة لإنتاج مزيد من «المجاهدين» بفعل عوامل الفقر أحياناً، أو التخلف في أحيان أخرى، بالتوازي مع تطورات سياسية أهمها تغييرات في العقلية الاستراتيجية الغربية نحو مهادنة المتطرفين أولاً ثم استخدامهم ثانياً بدلاً من مواجهتهم. كل ذلك تلاقى مع طموحات دول صغيرة، لكن غنية، تريد أن تلعب أدواراً تتجاوز قدرتها تاريخياً وسياسياً فاستخدمت المال لتقفز إلى واجهة الأحداث ثم تصنعها ثم تحركها.
تلك الحركات الإسلامية غير قطرية ولا تؤمن بمسألة الحدود، حتى وإن انحصر نشاط بعضها داخل دول بعينها، وتسيطر فكرة الأممية عليها و «الدولة الإسلامية» هي المرادف للوطن لديها، وبالتالي فإنها تناصر بعضها البعض من أجل إسقاط الحدود لتقيم دولتها الإسلامية أو لتوسعها. أفرزت الحالة عبر سنوات مواطناً «إسلامياً» ينتمي إلى دولة بالأساس لكن صارت عضويته في الجماعة أو التنظيم أو الحركة مصدر «إسلاميته»، وظهرت جماعات يعتقد كل عضو فيها أن مهمته هي أن يحمي الله، وانتشرت تنظيمات مشكلتها في مدى إيمان الآخرين والتحقق منه، تخلط بين الغاية والوسيلة وتستجيب للزعيم مهما كان طلبه، أو قل أمره، وتخلع ثوب الحق إرضاءً للمرشد.
«الإخوان» في مصر الآن يصورون أنه لو كان مرسي في المقعد الرئاسي الآن لمحا إسرائيل من الوجود، أو ألزم العرب بتوجيه جيوشهم لإنقاذ غزة وأهلها ثم تحرير القدس. لا تتصور أنهم سيغيرون ما في عقولهم حتى إذا قرأوا رسالة مرسي إلى رئيس الدولة العبرية لمناسبة تعيين سفير مصري جديد هناك، ونصها كالآتي:
«صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل، عزيزي وصديقي العظيم لما لي من شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا، قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل، ليكون سفيراً فوق العادة، ومفوضاً من قبلي لدى فخامتكم، وإن ما خبرته من إخلاصه وهمته، وما رأيته من مقدرته في المناصب العليا التي تقلدها، مما يجعل لي وطيد الرجاء في أن يكون النجاح نصيبه في تأدية المهمة التي عهدت إليه فيها. ولاعتمادي على غيرته، وعلى ما سيبذل من صادق الجهد، ليكون أهلاً لعطف فخامتكم وحسن تقديرها، أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، لا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد. صديقكم الوفي، محمد مرسي، تحريراً بقصر الجمهورية بالقاهرة في 29 شعبان 1433».

(المصدر: الحياة 2014-07-28)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد