ميسي ليس مارادونا!
خسر البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي كأس العالم، وهو ما يعيد المقارنة المعتادة بينه وبين دييغو أرماندو مارادونا للواجهة من جديد.
بدأ ميسي موسمه مع برشلونة بصورة رائعة، إذ تصدر الهدافين حتى دهمته الإصابة وعاد في الفترة الشتوية، لكن مستواه المتراجع لم يمكنه من قيادة «البلوغرانا» للفوز بالليغا، وبرر عشاقه ذاك بتفكيره المنصب في المونديال.
في البرازيل وعلى رغم أنه نال جائزة أفضل لاعب على الهولندي روبن والألماني مولر - وسط تعجب بلاتر وزميله أنيستا - كان حضوره لافتاً في الأدوار الأولى فقط بتسجيله لأربعة أهداف، واكتفى بصناعة كرة التأهل لزميله دي ماريا ليبلغا معاً نصف النهائي.
ابن مدينة روساريو نال جائزة أفضل لاعب في العالم أربع مرات وخمس بطولات دوري وأبطال أوروبا في ثلاث مناسبات وكأس العالم للأندية مرتان، وسجل للبرشا حتى الآن ٢١٧ هدفاً في ٢٦٧ لقاء شارك بها، ويعود ذلك ربما لوجود لاعبين يساندونه لا يجدهم بالقمصان الزرقاء مثل أنيستا وتشافي وألفيس، وعلى النقيض يُعاب عليه بروده الزائد الذي أضحى جلياً في موقعة الماراكانا، لذلك لم يحقق لبلاده سوى كأس العالم للشباب وذهبية أولمبياد بكين، وسجل بقميص التانجو ٤٤ هدفاً.
وفي المقابل، يُعرف مارادونا بالحماسة المُلهمة والمنقطعة النظير، إذ حمل نابولي على أكتافه لتحقيق «الكالتشيو» الإيطالي مرتين والاتحاد الأوروبي، ويعود الفضل الأكبر في ذلك له وحده وبمساعدة خجولة من الإيطالي برونو جيوردانو والبرازيلي كاريكا، وبلغت أهدافه الإجمالية مع أندية بوكا جونيورز وأرجنتينا ونيولز أولد بويز وبرشلونة وإشبيلية ونابولي ٢٥٨ هدفاً في ٤٩٢ مباراة لعبها، وحقق لبلاده كأس العالم ١٩٨٦ بالمكسيك، وكأس العالم للشباب، وسجل ٣٤ هدفاً.
وعندما نقارن لاعبين بهذا الحجم فإننا نبحث عن استنتاج موضوعي عبر قاعدة البيانات المكتملة لمن اعتزل، بينما لم تنته مسيرة ليونيل بعد، وأيضاً العوامل الداخلية في شخصيتهما مثل أدب ميسي الجم بعكس مارادونا الذي عُرف بالحدة وأدمن الكوكايين، وكذلك العوامل الخارجية المحيطة، ولذا يجب ألا نغفل عن اختلاف الحقبة الزمنية من حيث الأسلوب الهجومي في الثمانينات وضعف الدفاع في مقابل تطور التنظيم والحصون الدفاعية وازدواجية الأدوار في الألفية الجديدة.
فتى البرشا الآن في عمر الـ27، وربما لا يتمكن من اللحاق بمونديال روسيا ٢٠١٨ أو لا يكون في جاهزيته البدنية التامة.
ولكن يبقى من أفضل من أنجبتهم كرة القدم، وخامس خمسة هم ابن جلدته وزيدان والبرازيليان بيليه ورونالدو على رغم أن دييغو يرى أن المقارنة بينه وبين بيليه الممتدة ستنتهي حال فوز ليونيل بكأس العالم!
وبالمناسبة لماذا لم تكن المقارنة بين بيليه ورنالدو بالحدة والنقاش ذاته مثلما حدث لعملاقي الأرجنتين على رغم تشابه أدوات ومعايير القياس، أدعوكم للإجابة؟
(المصدر: الحياة 2014-07-19)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews