مجاملة ميسي (عالميا)..!
انتهى المونديال المثير والجميل في البرازيل وما زالت ردود الفعل ساخنة وثرية ومثيرة في كل الاتجاهات.
ومن إيجابياته أن الكأس ذهبت للأكثر أحقية والأجمل والأسرع أداء والأجود بدلاء، والأكثر استقرارا بمدرب استمر ثماني سنوات بعد أن كان مساعدا لسنتين وقاد ألمانيا بكفاءة وجودة واحترام.
أيضا استمتعنا بجل مباريات المونديال وبالكاد نتذكر الضعيفة منها أو المملة، أضف إلى ذلك الحضور الجماهيري وروعة ودقة النقل التلفزيوني.
وربما من السلبيات أن المنتخب الهولندي الذي اكتسح (البطل) الإسباني (بخماسية) في أول جولة، وقدم نفسه بصورة بطولية لم يتأهل للنهائي، دون هضم حق الأرجنتين بقيادة ميسي وماسكيرانو ودي ماريا والحارس روميرو.
نعم ميسي كان سببا قويا وهو ينقذ التانجو بأهداف حاسمة في الدور التمهيدي دون أداء مقنع من المنتخب كمنظومة عدا دفاعه المرتب والصلب.
والواضح أن ميسي كان (يلعب على الواقف) لا يكاد يركض ما لم تكن الكرة في حوزته وحين يفقدها يبقى في دائرة تتيح له التفاعل ارتداديا، بما يؤكد أن لياقته لا تسعفه على بذل جهد حقيقي في وقت كان يجب أن يضاعف مجهوده وعرقه، علما أنه كان يحاول أن يسخر خبرته ومهارته لكنه عجز في بعض المواقف بما يستوجب علامات الاستفهام؟!
وهو بالفعل أثر في نتائج التانجو لكنه لم يكن مقنعا للجميع حتى إن ردة الفعل تجاه فوزه بجائزة أفضل لاعب جاءت ساخرة بحق من منحه العلامة الذهبية.
والواضح جليا أن هناك عددا من اللاعبين قدموا أنفسهم بصورة مميزة ومثالية وأفضل من ميسي، الذي يبقى حاضرا بهيبة إنجازاته ومهارته العالية، ولكن السؤال الذي ظل دون إجابة: من الذي جامله ولماذا؟!
العالم أجمع راقب المشهد بردة فعل متطابقة وأن هناك من هم أجدر منه بالجائزة.
والأغرب هنا أن المدان هو الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الذي يضع اللجان وبالتالي يجب أن يكون عادلا ويتحرى الدقة دون سلبيات في ظل وجود أفضل الخبراء. والأكيد مليون في المئة أن البرازيليين لن يختاروا ميسي، ولو كان الهدف مجاملة أميركا الجنوبية فهناك لاعبون من المنطقة نفسها في منتخبات أخرى أو على الأقل في منتخب الأرجنتين، لذا تبقى علامات الاستفهام كبيرة، ما لم يصدر توضيح رسمي عن المعايير أو الأسباب التي حتى لو لم تكن مقنعة سيكون من المناسب تناولها وتحليلها، ولذا لا نستبعد أن تطرح هذه الأسئلة على مسؤولين في الفيفا في أقرب مناسبة.
وفي مرات سابقة خرج من يتهم الشركات الراعية، فهل يعقل أن (فيفا) يقبل بسقوط مدو في هذا المحفل ويمنح ميسي الجائزة الذهبية؟!
إذن ماذا نقول لبعض الاتحادات القارية والمحلية؟!
من واجب بلاتر (الرئيس الخبير والأخطر) للفيفا أن يبرر هذا الاختيار وإن كان غير مقنع فعليه أن يعتذر وأن يتخذ إجراءات تؤكد مصداقية الاتحاد الدولي في إحقاق العدل وترسيخ مبادئ التنافس الرياضي الشريف.
والأكيد أن السلبيات تتراكم بما يساعد على عدم تجديد ولاية خامسة لبلاتر، وهذا مطلب كثيرين نحو تغيير يوسع دائرة التفاؤل لمستقبل كرة القدم على عدة أصعدة.
وبالمناسبة، دائما وبلاتر يربح (المعارك) ويخرج من القضايا كالشعرة من العجين، ولا نستبعد تبريرا يقحم فيه اللجنة المختصة ويشهر سلاح التحقيق وقد يضحي بأحد المعنيين.
وفي المقابل، يبقى ميسي نجما كبيرا وممتعا في عالم كرة القدم وله شهرته وتأثيره في أي فريق وأي مناسبة، لكنه خسر فرصة العمر بأن يكون (بطل) كأس العالم.
( الوطن 18/7/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews