الفلسطينيون سيحاولون الاختطاف كل الوقت لانهم يعرفون باننا مستعدون لان ندفع الثمن
وزير الدفاع موشيه يعلون هو رجل مستقيم يقول ما في قلبه. هذا نعرفه جميعنا. “هذا الحدث مر لنا من تحت الرادار”، قال أمس يعلون، وكان محقا تماما. فضلا عن ذلك، فلكل من يبحث عن القصورات ليصرخ عاليا يجدر به أن يهدأ قليلا. ففي السنة والنصف الاخيرتين احبطت المخابرات والجيش 64 محاولة اختطاف كانت في مراحل التنفيذ المختلفة.
رغم التغطية الاستخبارية الممتازة في الضفة، رغم التواجد العسكري الاسرائيلي، رغم كل الوسائل المتخذة، لا توجد امكانية 100 في المئة احباط وأمن كامل. لا يوجد كائن كهذا. مهما كان الرادار متطورا سيملص من تحته شيء ما او من فوقه. من يريد جدا اختطاف اسرائيلي ومستعد لان يدفع على ذلك كل ثمن سيحاول سنوات، سيفشل سنوات وعندها سينجح مرة اخرى. هذا يكفي.
ومع ذلك، يوجد موضوع عملي واجب الفحص: لماذا مرت بين ثماني وعشر ساعات الى أن بلغ عن حدث الاختطاف. فالاعلان عن الاختطاف لم يكن الا في الصباح. وكان للخاطفين بضع ساعات أغلى من الذهب، حرة تماما، للوصول حيثما يشاءون، والعمل كما خططوا. هذه مقدمة دراماتيكية. السؤال الهام هو – هل نجحوا في تغيير المكان ونقل المخطوفين (أو أسوأ من ذلك، جثثهم) الى منطقة اخرى تماما. الجواب، في هذه اللحظة، نحن لا نعرف.
ما كان يمكن للجيش الاسرائيلي أن يشكل فريقا أكثر تجربة في مواضيع الاختطاف في يهودا والسامرة، من الفريق الذي يعالج الازمة اليوم: وزير الدفاع يعلون، رئيس الاركان بيني غانتس ونائبه غابي آيزنكوت، وثلاثتهم كانوا ذات مرة قادة فرق في المناطق ويعرفون جبهة الاختطاف ككف ايديهم. قائد المنطقة الوسطى الحالي كان هو أيضا قائد فرقة المناطق، ولكن لدى ألون يوجد مقطع اضافي: كان من ضباط سييرت متكال الذين اقتحموا البيت الذي احتجز فيه في تشرين الاول 1994 الجندي المخطوف نحشون فاكسمان، في العملية لانقاذه. فاكسمان ومقاتل السييرت نير بوراز قتلا في اثناء العملية.
السؤال كان متى
كل التجربة التي في العالم لا يمكنها أن تمنع منظمات الارهاب من اختطاف جنود اسرائيليين، واذا كان صعبا اختطاف جنود اسرائيليين، فإذن مواطنين اسرائيليين. حقيقة أنه منذ اختطاف جلعاد شاليط في 2006 لم تتعرض اسرائيل لحدث اختطاف مشابه، تشبه المعجزة. فالدافع لاختطاف اسرائيليين يوجد في ذروة كل الازمنة. وهذا محرك النمو التأسيسي للارهاب ضد الاسرائيليين بصفته هذه.
يعرف الفلسطينيون بان قدرتهم على اصدار عمليات انتحارية قلت جدا، قدرتهم على جر السكان الى عصيان مدني باعداد كبيرة تكاد لا تكون قائمة، قدرتهم على اجبار اسرائيل على تقديم تنازلات سياسية تقترب في هذه اللحظة من الصفر. والسبيل الوحيد الذي لديهم لانزال اسرائيل على ركبتيها واعادتها الى طول وعرض الشرق الاوسط هو من خلال الاختطاف. ثماني سنوات مرت منذ اعيدت “الجائزة الكبرى”، جلعاد شاليط الى بيت أبويه في متسبيه هيلا مقابل 1.027 مخرب، قسم كبير منهم هم قتلة كبار.
يتخيل الفلسطينيون منذئذ جائزة جديدة، بديلا، تتيح لهم مواصلة تحرير السجناء. وهم يعرفون بان اسرائيل تبدأ المفاوضات بصوت عال، ودوما، ولكن دوما، تنهيها بصوت هزيل. السؤال لم يكن هل سيختطف اسرائيليون آخرون، بل متى. وحتى لو لم يكن الحدث الحالي اختطافا (في هذه اللحظة فرضية العمل هي ان هذا اختطاف)، فان الجهود للاختطاف ستستمر كل الوقت. عشرات الانفاق التي تحفر كل الوقت من غزة الى كل صوب تستهدف بالضبط هذه الحاجة. فهم يريدون الاختطاف، لاننا ندفع الثمن.
تاريخ وطني
وصلنا الى نتنياهو. كانت له فرصة تاريخية لترك إرث. كان يمكنه ان يعيد الى الصفر الساعة وان يعيد سواء العقل. فقد تلقى من ايهود اولمرت المفاتيح، بعد أن رفض اولمرت – رئيس الوزراء الاكثر يسارية الذي كان لنا هنا – التوقيع على صفقة شاليط وقرر بانه محظور منح مثل هذا الانجاز لحماس. وواصل نتنياهو من المكان الذي توقف عند اولمرت، اطلق تصريحات كبرى وأكد مبادىء قديمة الى أن انهار واستسلم. وحرر شاليط، اقلع في الاستطلاعات وحرر عشرات القتلة الكبار عائدين الى المنطقة. الرجل الذي علم العالم الا يدير مفاوضات مع الارهاب، استسلم للارهاب دون شرط.
ولا يزال، كان ممكنا عمل شيء ما. تشكلت لجنة شمغار، التي كان يفترض بها ان تأتي بمبادىء توجيه جديدة للقادة في كل ما يتعلق في إدارة الاتصالات لاعادة المخطوفين. ويصفر تقرير لجنة شمغار منذ أكثر من سنتين في الجوارير. والعناد الذي لا يتوقف وحده من جانب نفتالي بينيت أجبر نتنياهو على “اجراء بحث في المجلس الوزاري” في استنتاجات لجنة شمغار قبل اسبوعين. في حينه جرى نقاش، وواصلوا الطريق الى الامام.
يعرف نتنياهو أن الواقع بسيط: هم سيختطفون، طالما عرض عليهم ثمن سائب العقال لقاء البضاعة المخطوفة متى سيكفوا عن الاختطاف (مثلما كفوا عن اختطاف طائرات)؟ حين يتبين بانه لا يوجد طلب. عندما يتبين أن اسرائيل قررت، بقرار حكومي، بقانون أساس، بمبادىء متبلورة، بانها لا تدير مفاوضات لتحرير مخطوفين. وانها توظف كل ما تعرفه في جمع المعلومات والعثور على مكانهم، وعندها تنفذ عملية عسكرية لتحريرهم، بكل ثمن.
عندما سيعرفون هذا – سيتوقفون. ولكن الان هم يعرفون بانه في كل مرة يواجه فيها المجتمع الاسرائيلي هدف اختطاف، فانه يتحول فورا الى هستيريا وطنية جماعية، من المظاهرات والمطالبات التي في نهايتها تنثني كل المبادىء والمصالح الوطنية الوجودية للشعب وللدولة.
الحدث الحالي في ذروته. هذا يمكن ان يكون عملية مساومة تعقدت، هذا يمكن أن يكون اختطاف تعقد، هذا يمكن أن يكون حدث جنائي تعقد، هذا يمكن أن يكون كل شيء تقريبا. ليس للحدث بعد أم أو أب، أحد جدي لم يأخذ المسؤولية على عاتقه. وتتراوح فرضيات العمل بين خلية لحماس من جنوب جبل الخليل وبين سلفيين من منطقة يطا، او حتى حزب الله في خطوة مثيرة للاهتمام ومتطورة، من خلال وكلاء فرعيين. كل الامكانيات تفحص وكل شيء ممكن.
شيء واحد مؤكد: تنفيذ اختطاف ناجح في يهودا والسامرة، لثلاثة شبان معافين ونشطين، وابقاؤهم على قيد الحياة، هي مهامة شبه متعذرة في الواقع الاستخباري لليوم. أو أنهم نجحوا في اخراجهم الى مكان ما (الاردن؟ سيناء؟ غزة؟)، أو انهم نجحو في أن يعدوا مسبقا مخبأ متطورا، مغلقا، تحت أرضي في مكان ما، أو أنه حصل شيء سيء.
معاريف 2014-06-16
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews