بدانة الأهل مرآة أطفالهم
أكدت الخبيرة التشيكية المتخصصة بالتغذية وبتخفيض الوزن غابرييلا كنوسوفا أنه في حال كون احد الأهل بدينا فان الطفل يصبح في 40% من الحالات بدينا أيضا أما في حال كون الأب والأم بدينين فان ذلك يرفع احتمال الإصابة بالبدانة لدى الأطفال بمقدار الضعف. وأضافت بأنه في حال كون الأهل من ذوي الأوزان العادية فان احتمالات إصابة أطفالهم بالبدانة تتراجع إلى 14 % مشيرة إلى أن الأمر يزداد سوءا في حال نمو الطفل في وسط يعطي الأولوية لأسلوب الحياة غير الصحي والى تناول الطعام بشكل غير منتظم والى ممارسة الحركة بشكل قليل .
ولفتت إلى أن نحو 20% من الأطفال في الفترة المعاصرة يعانون من البدانة أو من زيادة في أوزانهم إضافة إلى أن نمو أوزانهم يحدث لدى هؤلاء بالتوافق مع ارتفاع قاماتهم كما تزداد أشكال البدانة المفرطة .
وشددت على أهمية أن يكون الأهل لهذا السبب مثالا ونموذجا لأطفالهم مؤكدة صعوبة التصور بان يتم النجاح في إجبار الأطفال على ممارسة التمارين الرياضية عندما يمارس الأهل عادة الجلوس لساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون والكومبيوتر وهم يتناولون صحونا كبيرة من الذرة و الموالح والبطاطا المقلية .
وتنبه الخبيرة التشيكية إلى أن الأطفال يقلدون وبسعادة أهاليهم لأنهم يرون فيهم نموذجا حياتيا لهم ولذلك فانه في حال تأفف الأب أو الأم مثلا من تناول الخضار أو الفواكه فان ذلك لا يساهم في بناء علاقة ايجابية بين هذه الأغذية الضرورية وبين أطفالهم .
الاحتياجات بشأن الكمية ونوعية الطعام مختلفة
يرافق الطعام الإنسان طوال حياته ويعتبر من أوائل الأشياء التي يتعامل معها الطفل بعد أولاده ويصبح بالنسبة له بمثابة الرابط أو الجسر مع الحب والراحة والشعور بالأمان من قرب والداته منه ولهذا فان الرضاعة وحليب الأم يعتبران من الأمور الأكثر طبيعية لتغذية الطفل في المراحل الأولى من عمره. وتضيف أن الحليب تتغير نوعيته ومحتواه حسب العمر واحتياجات الطفل ويمكن للطفل الرضيع أن يقنن الكمية وفق احتياجاته .
وتشير الخبيرة إلى انه في حال عدم إمكانية تحقيق الرضاعة الطبيعية من قبل الأم لأسباب مختلفة يتم استبدال ذلك بمغذيات خاصة للرضيع غير أن الأم في هذه الحالة يتوجب عليها الانتباه إلى الكمية المقدمة للطفل لان سعي الطفل " لتحسين " الأمر يؤدي أحيانا إلى مشكلة عميقة . وتنبه الخبيرة إلى أن الأهل في أغلب الأحيان ينظمون طعام الأطفال في عمر ما قبل التوجه إلى المدرسة غير أن الأساس في ذلك يبقى يكمن في انتظامية مواعيد الطعام التي يجب أن تكون 6 مرات في اليوم أما المبدأ الأساسي الذي يجب أن يتبع في هذا الأمر فهو تقديم وجبات صحية أي تتضمن السكريات بنسبة الثلث والبروتينيات بنسبة الثلث والباقي يتمثل بالخضار .
وتوصي الأهل بالحد قبل كل شيء بالنسبة للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة من تقديم الحلويات والمشروبات الحلوة المذاق لهم لأنه في حال تعلم الأطفال على تناول هذه الأمور يصعب لاحقا تعويده على التخلي عنها كما يتوجب الحرص على الحد من تقديم الملح والمواد الغذائية التي تحتوي على كميات عالية منه ولاسيما مختلف أنواع اللحوم المقددة
وتشير إلى انه مع دخول الأطفال المدرس يتراجع مستوى الإشراف عليهم من قبل الأهل لأنه يصبح صعبا توفير ذلك على مدار الساعة ولهذا تنصح الأهل بتركيز اهتمامهم على نوعية وجبات الغذاء التي يتناولها الأطفال ومراقبة نوعية الطعام المطبوخ. وتنصح الأهل أيضا بإيجاد الوقت اللازم لإعداد الصندويش لأطفالهم والحرص على أن يتناول الأطفال وجبة الفطور أما مساء فيفضل أن يتم إعداد وجبات من الأغذية الطرية .
لا تبرروا بدانة أطفالكم
يتبنى الأهل في الكثير من الأحيان مواقف غير انتقادية لأطفالهم على الرغم من أن الأطفال الذين لديهم زيادة في الوزن أو يعانون من البدانة يجدون إشكالات في الانخراط ضمن الفريق الذي يتواجدون فيه لأنهم يعون تمييزهم عنهم بشكل تدريجي الأمر الذي يساهم أيضا في نشوء عقدة النقص لديهم التي ترافقهم عادة طوال الحياة. وأشارت إلى انه إضافة إلى المشاكل النفسية التي يصاب بها الأطفال البدينين تحدث لديهم إشكالات صحية لاحقا حيث يمكن مثلا ظهور ارتفاع في ضغط الدم لدى الأطفال وحدوث إشكالات في القلب والشرايين واضطرابات في الجهاز الهضمي وإلحاق الضرر بالجهاز الحركي للجسم وغيرها من الإشكالات .
وأكدت انه في حال تطور البدانة لدى الأطفال في وقت مبكر فان المشاكل المرتبطة بذلك تظهر في الكبر بشكل أكثر حدة ويتم الكفاح ضدها بشكل أصعب . ونبهت إلى أن الاستخفاف ببدانة الأطفال ليس مفيدا وأنه من الأفضل حل هذه المشكلة في وقت مبكر لان ذلك يسرع ويسهل من مواجهة أثارها الضارة . وأكدت أن الأساس لصحة الطفل ووزنه العادي يكمن في توفير الوسط الذي ينمو فيه الطفل ولهذا يتوجب على الأهل أن يفتشوا عن ذلك لدى أنفسهم لان السعي من اجل إعادة تربية الأطفال صعبة في حال عدم غرس أسلوب الحياة الصحي أي الطعام المتنوع وممارسة الحركة.
( المصدر : إيلاف )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews