شهادة الأسطورة مارادونا
أسدل بالأمس الستار على مؤتمر دبي الدولي السنوي وكعادته خرج بمجموعة من التوصيات المهمة، التي يهم مجلس دبي تحولها إلى واقع، الدورة السابعة تناولت العديد من العناوين العريضة الخاصة بالاحتراف الذي بات واقعاً لكرة القدم في الإمارات وصناعة علينا التفاعل معها وتطوير قدرتنا بما يتناسب وحركتها السريعة.
وأرى أن كل ما تناوله المؤتمر يحتاج إلى التوقف عنده ومناقشته باستفاضة والخروج منه بما يمكن الاستفادة به في البناء والإضافة على ما وصلنا إليه، ومن هنا أرى أننا سوف نتوقف كثيرا عند مضمون المؤتمر.
من النقاط التي طرحت وأراها تشكل أهمية كبرى لا يجب الاكتفاء بمرور الكرام عليها، لما تحتويه من معانٍ مؤثرة، ما قاله الأسطورة مارادونا حول كرة القدم عندنا، فهو يراها تفتقد إلى بعض الممارسات الأصيلة، وأهما أنها لا تمارس في الشوارع بما يسمح بانتشارها وبروز المواهب. فقد لاحظ من مروره على الشوارع وبعض المناطق والحدائق حرص الكثيرين على لعب كرة السلة والكريكت، والقلة تمارس كرة القدم.
وسواء اتفقنا أو اختلفنا معه، فما قاله حقيقة لمسها وواقع موجود، وهذا منطقي بحكم التركيبة السكانية الحالية وعشق عدد كبير من أبناء جنسيات هذه الألعاب، بخلاف الماضي القريب الذي كانت فيه كرة القدم هي القاسم المشترك بين الغالبية العظمى، وكانت تمارس بالفعل في كل مكان وكل "سكيك".
وعندما يأتي هذا الكلام من نجم صنع نفسه واكتشف من الشارع وتشكلت موهبته في الحواري فلابد وأن نتوقف عنده بالتحليل، وأن نستخلص منه العبر والفوائد. ما أشار إليه مارادونا يعني أن الأندية وحدها ليست كافية لاكتشاف المواهب وتوسيع قاعدة الممارسين للعبة، وأنها وحدها لن تصنع المستقبل ولابد من وسائل تتيح الفرص والمجالات أمام الصغار للارتباط باللعبة وممارستها ومن ثم ظهور المواهب منهم، ولو فتشنا في ذاكرة الماضي سنجد الكثير من نجومنا الذين صنعوا الماضي اكتشفوا من منافسات "السكيك".
أعلم أن الواقع الحالي لا يسمح بلعب كرة القدم في الشارع، ولكن هناك بدائل أخرى مثل توفير الملاعب في الحدائق وليس منع لعب كرة القدم فيها، وكذلك المراكز الرياضية التي تسمح لكل ناشئ بممارسة ما يحب من رياضات، وهي وسائل موجودة في دول كثيرة، الإمارات ليست بأقل منها وما لدينا من إمكانيات يسمح لنا بها.
أعلم أن الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة شرعت منذ فترة في إنشاء مراكز التدريب في بعض المناطق التي لا يتوفر فيها أندية في بعض إمارات الدولة، ولكنها بصراحة ليست كافية، فالرياضة عامة في حاجة إلى المزيد من الملاعب المناسبة وليس النموذجية، ما أعنيه أن تصبح الرياضة متاحة أمام الجميع وفي أطول فترة زمنية ممكنة، وأتصور أن المدارس عليها مهمة كبيرة في هذا الإطار.
وإذا كان الأولمبياد المدرسي بدأ في لعب الدور الحيوي والمؤثر في هذا الجانب، فنحن في حاجة إلى أن يظل النشاط الرياضي عامة وكرة القدم "محبوبة الجميع" خاصة بدون توقف في المدارس وكأننا في أولمبياد دائم، وبذلك سيصبح المجتمع رياضيا بمعنى الكلمة وسنهيئ الفرصة لأبنائنا لإبراز مواهبهم بما يخدم قطاع الأندية والمنتخبات الوطنية.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews