المنتخب الفلسطيني الفدائي البطل
لمست بنفسي في زيارتي الوحيدة للضفة الغربية قبل عام مدى المعاناة التي يعيشها كل فلسطيني في التحرك داخل الضفة المحتلة وكذلك الخروج منها والدخول إليها عبر المعابر ومنها معبر الكرامة أو جسر الملك حسين.. فسلطات الاحتلال الصهيوني تتفنن في ممارسة الضغط النفسي ووضع العراقيل على الجميع في التحرك الداخلي والسفر الخارجي.. والفرق الرياضية تعاني أكثر من الممارسات القمعية التي يعجز العالم حتى الآن عن التصدي لها ووقفها.
وعلى المستوى الرياضي والكروي فشل جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في محاولاته المتكررة -والتي يشكر عليها - من أجل الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمنح الحرية للفرق الرياضية في التنقل لممارسة النشاط في المسابقات المحلية والخارجية.. الأمر الذي أدى لتدهور مستوى الرياضة وكرة القدم الفلسطينية.
لكن عزيمة الرياضيين الفدائيين الفلسطينيين لم يكسرها القمع الصهيوني.. واستطاع المنتخب الفلسطيني لكرة القدم تفجير المفاجأة الكبرى بفوزه بأول بطولة في تاريخه عندما انتزع كأس التحدي الآسيوية التي أقيمت مؤخرا بجزر المالديف والتي شاركت فيها 8دول ولم يخسر مباراة واحدة وقهر منتخب الفلبين في المباراة النهائية بهدف تاريخي للنجم المبدع أشرف نعمان "ميسي فلسطين" وتأهل لأول مرة لنهائيات كأس آسيا "أستراليا 2015" ليرفع عدد المنتخبات العربية المشاركة إلى رقم قياسي تاريخي "9 منتخبات".
تهنئة خالصة من القلب لهذا الفريق الفدائي بقيادة مدربه البطل جمال محمود.. وللاتحاد الفلسطيني بقيادة اللواء جبريل الرجوب والذي يشغل أيضا منصب رئيس اللجنة الأولمبية.. هذا الرجل الذي أحدث نقلة نوعية في تاريخ الرياضة وكرة القدم الفلسطينية من خلال جهوده الجبارة في مواجهة العراقيل والضغوط التي تمارسها سلطات الاحتلال لقهر الرياضة الفلسطينية حتى لا ترفع رأسها في المحافل الدولية.. فهي تدرك أن الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص هي السفير غير العادي ورأس حربة الدعاية للقضية الفلسطينية.
وفي السنوات الأخيرة استطاع الرجوب أن يعيد الرياضة إلى سطح الأحداث ويجبر المؤسسات الرياضية الدولية وفي مقدمتها الفيفا على الاهتمام بقضية الرياضة الفلسطينية التي هي جزء من القضية الفلسطينية الكبرى.
مرة أخرى مبروك للمنتخب الفلسطيني الفدائي البطل.. ونتمنى له التوفيق في كأس آسيا.. وعليه أن يستعد لها جيدا من الآن.. وإنني على ثقة أن الأشقاء العرب في دول الخليج وفي قطر بالتحديد لن يتوانوا في مساندة الفريق كعادتهم من خلال توفير المعسكرات والمباريات حتى يكون جاهزا للعرس الآسيوي.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews