حگايات من المونديال
لو كانت النتائج تحسب فى كرة القدم بقدر الابتكار، والإبداع، والتجديد لفازت هولندا ببطولة كأس العالم العاشرة، لأنها قدمت أسلوبا جديدا فى اللعب، هو الكرة الشاملة، كرة القوة، والامتلاك، والهجوم بالدفاع، والدفاع بالهجوم، واختلاط المراكز، وتبادلها بوعى، وبحساب. وفى هذه الدورة صدقت مقولة: أن فرق الأندية القوية من الممكن أن تصنع منتخبات عظيمة وكان فريق اياكس الهولندى بطلا لأوروبا ثلاث مرات متتالية فى 1971، 1972، 1973، ويقوده يوهان كرويف، واحد من أعظم اللاعبين فى تاريخ اللعبة يلعب السهل الممتنع، سريع، رشيق، مراوغ، هداف، صانع ألعاب، صاحب شخصية قيادية قوية، وكلها مواصفات اللاعب الفنان، والقائد.. وفى كتابه عن أعظم مائة لاعب كرة فى العالم قال الناقد والخبير الانجليزى جيمى هيل : ان كل شىء لدى كرويف يبدأ من عقله، بينما كل شىء عند بيليه يبدأ من قوته البدنية، وهذا هو الفرق الأساسى بين النجمين العظيمين.
•• فى هذه الدورة انتخب المليونير البرازيلى جواو هافيلانج رئيسا للاتحاد بدلا من السير ستانلى راوس الانجليزى، الذى تولى الرئاسة 13 سنة وكان لهذه المفاجأة أسباب ودلالات، فهى تدل على اتساع رقعة عالم الكرة، حتى إنها شملت 142 دولة فى ذاك الوقت، معظمها من العالم الثالث الذى أراد أن يفرض وجوده، وكلمته، وفى زمن هافيلانج هبت رياح التغيير، وإليه يرجع النجاح فى إنهاء قبضة أوروبا على الفيفا منذ أنشىء، فلأول مرة تنتقل الرئاسة إلى دولة غير أوروبية
•• جعلت ألمانيا الغربية مباراة الافتتاح بين فريقى البرازيل ويوغوسلافيا وقد رأت اللجنة المنظمة أيضا أن يكون حفل الافتتاح مهرجانا رياضيا، فنيا، مرحا، بحيث تقدم كل دولة من الدول الست عشرة عرضا فولكلوريا، وهكذا شهد الجمهور الكاريوكا البرازيلية، والكالبسو من هايتى، والفودو الزائيرية والبولكا اليوغوسلافية، والتارنتولا من جنوب إيطاليا، وموسيقى القرب الاسكتلندية.
•• فى هذه البطولة لعبت ألمانيا الغربية ضد ألمانيا الشرقية ولم يكن سور برلين قد هدمته معاول الحرية بعد، وانتهى اللقاء بمفاجأة، إذ فازت ألمانيا الشرقية 1/صفر فى أول مباراة بين الفريقين خارج النطاق الأوليمبى منذ 29 سنة.
فى المجموعة الثانية كانت المنافسة شديدة، وتصدرتها يوغوسلافيا التى التهمت زائير 9/صفر، وكان ذلك يوم 18 يونيو 1974 الذى اعتبر بمثابة نكسة للكرة الافريقية. وتصدرت هولندا المجموعة الثالثة بجدارة.. المجموعة الرابعة ضاعت فيها إيطاليا، وتصدرتها بولندا، ثم الأرجنتين، بينما اكتفت هايتى بشرف الوصول لكأس العالم، فخسرت 3 مرات.
•• لعبت هولندا مع ألمانيا الغربية المباراة النهائية التى دخلت التاريخ لما فيها من إثارة، وقوة ومتعة، إلا أنها انتهت لصالح الألمان 2/1، وحصولهم على كأس الفيفا بعد أن طارت كأس جول ريميه إلى البرازيل للأبد عام 1970.
كانت المفاجأة قاسية على الألمان عندما احتسب الحكم الانجليزى جاك تيلور ضربة جزاء لصالح هولندا بعد 80 ثانية من بدء المباراة، لم يلمس فيها الألمان الكرة ليتقدم الهولنديون بهدف أحرزه نيسكينز وكانت خطة هيلموت شون مدير الفريق الألمانى قائمة على أن يراقب فوجتس كرويف كظله حتى أنه قال له: كن قريبا له دائما، أقرب له من رباط الشورت الذى يرتديه وكانت تعليمات شون أن يظل موللر أقرب ما يكون إلى مرمى هولندا ليشاغب، ويخطف.
وجن جنون الألمان بعد هدف هولندا فهاجموا بشدة، وأخذ اللعب مسحة من العنف، فاختفى الفن، وبعد 16 دقيقة سجل برايتنر هدف التعادل لألمانيا من ضربة جزاء بعدما عرقل هان هولتسبناين (بعد سنوات طويلة اعترف بيرتى فوجتس بأن اللعبة لم تكن ضربة جزاء )..وسخن اللعب، وتبادل الفريقان الهجمات، ثم سجل موللر الهدف الثانى فى الدقيقة 43 من الشوط الأول لتتقدم ألمانيا 2/1 وبعد ذلك لم يهاجم الألمان سوى مرة واحدة فى الشوط الثانى، وأمسك الهولنديون زمام اللعب، وشنوا هجمات ضارية طوال 45 دقيقة كاملة، سددوا خلالها 12 قذيفة، وضاعت الأهداف والفرص من هولندا، التى حاصرت ألمانيا، وران على الملعب صمت رهيب لم يتبدد إلا مع صافرة جاك تيلور الأخيرة.
( الشروق 2/6/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews