فطين البداد .. ملياردير أردني يحب " الفول " و" الفلافل " ويعشق الإعلام ويفتخر بالأردن !
جي بي سي نيوز - لم يتعود الدكتور فطين البداد إجراء لقاءات مع وسائل إعلام يملكها ، إلا أن إلحاح أسرة التحرير في المدينة نيوز على إجراء هذا اللقاء دفع بالدكتور إلى الإستجابة ، مرغما - ربما - :
أقنعناك أخيرا بالجلوس معنا .
أبدا والله ، ولكن المشاغل هي السبب ، أهلا وسهلا بالمدينة .
شو رأيك بالمدينة نيوز ؟ .
لا يجوز لي التعليق على هذا الموقع لأنه موقعي ، ولكن بصراحة ، هو موقع متقدم ، وأفتخر به فعلا .
رجل أعمال معروف مثلك ، ومشغول على مدار الساعة ، لماذا يخوض في الإعلام ، وما هي أهدافه بالضبط ؟ .
صدقني ، ليس عندي أي أهداف من الإعلام ، ولكن لا بد من تقريب الصورة أكثر ، لأن هذا سؤال أتعرض له كثيرا ، فأقول :
منذ نعومة أظفاري وأنا أعشق الإعلام ، ولا أستطيع أن أنقل إليكم طبيعة هذه العلاقة ، هي هاجس فعلا ، تماما كالطبيب الذي يعشق الرسم ، والرياضي الذي يحب الشعر ، هكذا هو الأمر ، وأستغرب فعلا أن يكون الأمر مستهجنا ، فالإعلام ليس لغة العصر فحسب ، وليس الضرورة الرئيسة في معادلات المعرفة الحديثة ، بل هو أصل الحكاية ، فلا ثقافة بدون إعلام ، ولا أعمال بدون إعلام ، ولا أدب بدون نشر وإعلام ، ولا فن بدون إعلام ، أرى أن هذه " الجدلية " طبيعية ، وهي جدلية لا علاقة لها بالميتافيزيقيا أو التصور والسلوك ، ولا تحتاج للنظرية النسبية ، هي علاقة جدلية ولكن في نفس الوقت طبيعية ، تعني أن الإعلام هو فعلا الحياة ، وبالنسبة لي ، فإن حبي للإعلام هو الذي كان وراء رسالة الماجستير التي قدمتها عن الإعلام ، قبل الدكتوراة ، فعلاقتي بالإعلام دخلت في صميم الرؤية التفاضلية بيني كرجل أعمال وبيني كرجل إعلامي من عامة الناس .
أيهما تفضل بصراحة ؟ .
أفضل الإثنين معا ، لأنهما متلازمان ،فلولا هذا لما كان ذاك ، وبالعكس .
أول ما بدأت إعلاميا كان في صحيفة المدينة الإخبارية الورقية التي توزع مجانا ، من ثم اتسعت دائرة القنوات لديك ، حتى وصلنا إلى تايكي وجي بي سي جروب ، والمدينة نيوز ، وإذاعة جي بي سي ، وموقع جي بي سي نيوز ، وجي بي سي سينما ، وجي بي سي تي في ، وجي بي سي سبورت وغيرها ، فهل تسعى لإنشاء أمبراطورية إعلامية ، هذا ما يقوله البعض ، وماذا تريد من كل هذه القنوات والعلامات بصراحة ؟ .
العلامات التي ذكرتها هي جزء بسيط من عشرات العلامات المرخصة باسم جي بي سي رسميا من وزارة الصناعة والتجارة الأردنية ، ولدينا عشرات العلامات تحمل اسم المجموعة " جي بي سي " .. فهل سألت نفسك لماذا سجلناها جميعها في الاردن ؟ .
أنا الذي أسأل ؟ .
حسنا ، لأن من حق الأردن علينا جميعا أن لا نكون توابع لأحد ، من حق الأردن الذي نعشق ، وننتمي ونفتديه بالمهج والأرواح أن نقدم له شيئا مهما يعتبر لغة هذا العصر ، وأداة تواصله الحقيقية في هذا العالم ، ولو ضربنا مثلا الإذاعة الأردنية الرسمية فإني أغضب جدا ، عندما أعلم بأن هذه الإذاعة العريقة هي التي خرجت كل هؤلاء الإعلاميين العرب الذين أنجحوا قنوات عربية ، ومواقع إعلامية عربية ، ومحطات أجنبية ، والشهود كثر والأسماء أكثر من أن تحصى ، فهل سألنا أنفسنا مثلا : طالما أن أشهر المثقفين والإعلاميين العرب انطلقوا من الأردن ، وأشهر الصحفيين العرب برزوا في الأردن ، وأشهر الفنانين العرب بدأوا في الأردن ، وطالما أن أفضل أداء إعلامي في القنوات الكبرى يقود بعضه اردنيون ، أفلا يحق لنا في الأردن أن يكون لنا أمبراطوريات إعلامية أردنية تنسب إلى الأردن ولا تنسب لفطين البداد أصلا ، وأنت تقرأ " جي بي سي " اختصارا لـ " قنوات البث الأردنية " ، وهي قضية قصدناها لأننا هنا لا نمجد أشخاصا ، ولا نعني أسماء ولا عائلات ، بل نعني هذا الأردن العظيم الذي احتفلنا في جي بي سي قبل أيام بذكرى استقلاله الغالية ، وأقول : لم لا ، لماذا لا تكون هناك مئات العلامات الإعلامية التجارية مسجلة في الأردن ، وتحت وصاية الأردنيين الذين هم أوفى الناس وأكثر العرب حرصا على بلدهم والإستثمار فيه ، إعلاميا أو في حقول أخرى ، ويعلم الله أني عرض لي استثمارت إعلامية في معظم الدول العربية ، ولكني اخترت الأردن ، وأنا جد سعيد بهذا الإختيار .
تم دمج المطبوعات مع المرئي والمسموع في هيئة إعلام واحدة ، هذا مسماها ، فما رأيك بهذا الدمج ؟ .
هذا كنت دعوت إليه شخصيا منذ زمن ، وكتبت في دمج المؤسسات المستقلة ، وآمل أن تطلع هيئة الإعلام الجديدة بمهامها ، وتنفذ وعودها في الحفاظ على الأستثمار الإعلامي في البلد ، وأن لا تكون سببا في رحيل مدن إعلامية كاملة ، أو محطات أو مواقع أو غيره ، وعلى كل حال هذا ما قرأناه من تصريحات إدارة الهيئة الجديدة ، ونأمل أن تتعدل القوانين الإعلامية للوصول إلى تشريعات تجعل من الأردن البلد الأول والوجهة الإستثمارية الفضلى لكل مستثمر في الإعلام ، وأتطلع إلى وصول عدد المدن الإعلامية في الأردن إلى 100 وليس مدينتين أو ثلاث فقط .
لنتحدث بأريحية بدون حدود ، ما رايك ؟
تفضل : قل ما تشاء .
أنت ملياردير ؟ .
يضحك .. الأرزاق بيد الله يا مدينة ، لا تنقوا .
بصراحة ، ماذا تعني الأرصدة والأموال والأعمال والعقارات والأسهم والغنى بشكل عام لفطين البداد ؟ .
والله إنها لا تعني لي شيئا ، وكل ما أطمع به في هذه الدنيا هو رضى ربي ، وخدمة أسرتي الصغيرة ، عائلة البداد مع اشقائي فارس وزايد ، وخدمة بلدي الأردن الذي أقمت فيه كل مشاريعي الإعلامية عن سبق إصرار وعزيمة جازمة .
تعيش في دبي ، وتقضي أغلب وقتك في طائرة ، وتزور الأردن في الشهر ثلاث مرات أو مرتين ، أليس كذلك ؟ .
صدقني ، أنا شخص بسيط جدا ، وما الذي يضير أن أسكن في طائرة كما تقول وأعود إلى الأردن بمشروع بناء مطار في العقبة يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط ويتخصص بصيانة الطائرات ؟ .. ما الذي يعيب أن أعمل وأصب أموالي في الأردن وأشغل مئات العائلات ، أن أسكن في طائرة وأقيم مختلف أصناف المشاريع التي تهم البلد والسياح والمصطافين وذوي الدخول المتوسطة والمتدنية وغيرهما ناهيك عن الدخول المرتفعة ، ويشهد الله أني لم أستفد من استثماراتي في الأردن شيئا ، وكل من يراقب وكل من يطلع يعلم بأن الأوضاع الإقتصادية في الأردن متعبة ، ولكن هل يجوز للأردنيين نقل استثماراتهم إلى الخارج ، أين الإنتماء واين الولاء الذي يصدع رؤوسنا فيه مستثمرون فروا من البلد ، أهكذا هو رد الجميل ، أفلا يجدر بالجميع أن يصبروا ويساهموا في رفد الإقتصاد بدل الفرار ، ولكن لا بد هنا من الوقوف عند حقيقة مهمة أحب أن يقرأها المسؤولون في الأردن : وهي أن القوانين ، وأعني بها قوانين الإستثمار هي أفضل جاذب للمستثمرين ، وأعلم بأن الدولة تسعى إلى تحسين البيئة الإستثمارية ، ولكن مطلوب من الدولة أن تضع على رأس أولويات العناية بالإستثمار أشخاصا تهمهم مصلحة الأردن ويهمهم جذب الإستثمارات إليه ، عملا لا قولا ، ولا أعني هنا أحدا بعينه .
لم تجب عن سؤالي السابق ؟ .
أجبتك ، حسنا أضيف : أنا خارج الأردن نظرا لطبيعة الأشغال والأعمال ، ولكني على اتصال يومي بالأهل والاصدقاء ، وكثيرا ما يبعثون إلي ببعض ما أحب سواء من " حاجات " أو حتى " طعام " .
طعام ؟ .
يضحك .. نعم طعام .
ماذا توصي أصدقاءك كي يبعثوا إليك وأنت في دبي بطعام من الاردن ؟ .
أوصي الوالدة مثلا أن تبعث إلي بـ : فول وفلافل " وبالأمس مثلا تعشيت " فول من الأردن و" مسبّحة " بعثتهم إلي الوالدة الله يطول عمرها .
كنا نعتقد أن الفول طعام الفقراء وليس الأثرياء ؟ .
وماذا يأكل الاثرياء الذين تصفهم ، يأكلون نفس ما يأكله الناس ، وهل هناك فرق أن تشرب من زجاجة ماء مباشرة ، أم أن تشرب من كوب مذهّب ، كله ماء .
وأنت ، بماذا تحب أن تشرب ؟ .
صدقني ، عندما لا يكون لدي ضيوف أحب أن اشرب من الزجاجة .
والشوكة والسكينة يا دكتور ؟ .
بعدين معك ؟.
بالله عليك ، هل تأكل بالشوكة والسكين دائما ؟ .
- : ليس دائما ، يضحك .. وهل يؤكل الفول بالسكين ؟ .
أثقلنا عليك ؟ .
لا أبدا ، صدقني استمتعت بتلقائيتكم ، وشكرا للمدينة نيوز .
الفيديو لاحقاً ...
(المصدر: المدينة نيوز - الاردن - عمان )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews