Date : 23,11,2024, Time : 02:09:10 PM
10545 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الاثنين 19 رجب 1435هـ - 19 مايو 2014م 01:22 ص

غاندي يواجه مهمة شاقة لإعادة ابتكار «المؤتمر» بعد الهزيمة الساحقة

غاندي يواجه مهمة شاقة لإعادة ابتكار «المؤتمر» بعد الهزيمة الساحقة
راهول غاندي

مثل العديد من الهنود الشباب الذين قاموا كرهاً بمواصلة أعمال العائلة، ناضل راهول غاندي، المتحدر من سلالة نهرو ـ غاندي، لتوفير قيادة فعّالة لحزب المؤتمر، المؤسسة التي آلت إليه بالوراثة.

غالباً ما ظهر غاندي (43 عاماً)، مضطرباً ومشوش الذهن ولا صلة له بالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية السريعة في الهند، حين كان يسعى لحشد الدائرة الأساسية التقليدية، لكن المتقلصة لحزبه، والفقيرة بشكل لا رجاء فيه، للتصويت لحزبه في الانتخابات التي اختتمت للتو.

أداؤه الضعيف، جنباً إلى جنب مع المشاعر القوية المعادية لشاغل المنصب الحالي، أديا إلى هزيمة ساحقة لحزب المؤتمر الذي انخفضت حصيلة مقاعده البرلمانية من 206 في الدورة التشريعية السابقة إلى نحو 45. وحتى غاندي - حفيد جواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء في الهند المستقلة - واجه معركة صعبة للاحتفاظ بمقعده الخاص، في مقاطعة أميثي.

الآن، السياسي الشاب - الذي كانت جدته، إنديرا غاندي، ووالده، راجيف، رئيسي وزراء سابقين، وكلاهما مات مقتولاً - يواجه مهمة شاقة لمحاولة إعادة ابتكار الحزب التاريخي، وجعله أكثر ملاءمة للهند المعاصرة وسكانها الشباب الطموحين. وهو تحد يراه بعضهم شبه مستحيل - حتى لو كان غاندي بطبيعته أكثر ملاءمة لهذه المهمة - لأن جوهر مشكلة حزب المؤتمر، في اعتقادهم، هو العائلة نفسها.

يقول هارتوش سينج بال، المحرر السياسي في مجلة "كارافان": "إن السلالة والحزب في تراجع على المدى الطويل. فلا يمكنك فصل الحزب والسلالة عن بعضهما. لكن إذا أمكنك ذلك، قد يكون لدى الحزب فرصة".

ولطالما اعتمد حزب المؤتمر على قوة عائلة غاندي المتألقة لجذب الناخبين، لكن قوة العائلة الجاذبة تلاشت وسط جيل جديد من الناخبين الهنود الذين يبحثون في زعمائهم عما هو أكثر من مجرد نسب عائلي.

يقول دفيش كابور، مدير مركز الهند للدراسات المتقدمة التابع لجامعة بنسلفانيا، إن الهيمنة الخانقة للعائلة - بقيادة أرملة راجيف المولودة في إيطاليا، سونيا، رئيسة حزب المؤتمر - تمنع ظهور المواهب الحقيقية في الحزب، الأمر الذي يؤدي إلى ضمور تنظيمي شديد.

ويُضيف: "السؤال هو هل سيقوم حزب المؤتمر بخلق نظام يسمح بظهور قادة آخرين بشكل عضوي بالطريقة التي ظهر بها مودي داخل حزبه. ما لم ينفتح داخلياً أكثر للمواهب التي لا يزال يملكها، سيكون ذلك صعباً".

ويجادل آخرون بأن الحزب الذي قاد المعركة ضد الاستعمار البريطاني، وحكم الهند 54 عاماً من أصل 67 عاماً بعد الاستقلال، يفتقر إلى نهج متماسك لمواجهة التحدّيات المعاصرة في البلاد، وقد فشل في فهم وتيرة التغيير.

وبحسب سيدهارث فاراداراجان، وهو زميل أول في مركز الشؤون العامة التابع لجامعة شيف نادار: "لا يوجد مذهب أو فلسفة تربط هذه السمات معاً، باستثناء الولاء لعائلة غاندي. فالحزب لم يعُد يعرف ما يعتقده فيما يتعلق بباكستان، أو السياسة الاقتصادية، أو السياسة الاجتماعية. وما لم يُدرك نوع الحزب الذي يريد أن يكونه، وبماذا يؤمن، وما هي قيمه الأساسية - فسوف يتعثر".

لقد عانى حزب المؤتمر من نكسات انتخابية سابقة طالما ما نجح في الخروج منها مرة أخرى. لكن حجم الهزيمة - أقل مقاعد حصل عليها قبل هذه كانت 114 مقعداً في عام 1999 - سبب صدمة حتى لأولئك الذين كانت لديهم توقعات منخفضة للأداء. ويتولى حزب المؤتمر الآن إدارة مجموعة صغيرة من حكومات الولايات - وحتى هذه من المتوقع مهاجمتها قريباً. ويقول بال: "إذا لم يكُن لديك مناصرة وولاء تستطيع نشرهما، فإن حزبك يبدأ بالاختفاء على مستوى الأرض".

وبلا شك الهند لديها مساحة لحزب على يسار الوسط، وقليلون يتوقعون أن يختفي حزب المؤتمر بين ليلة وضحاها. لكن تلك المساحة بحاجة إلى مُطالب جديد قوي في حزب "عام آدمي" (الرجل العادي)، الذي قد أظهر قدرة مثيرة للإعجاب في حشد المواطنين.

وبعد ظهر أمس الأول قال غاندي في المقر الرئيس لحزب المؤتمر في نيوديلي، وابتسامة قاسية تجمدت على وجهه: "لقد كان أداء حزب المؤتمر سيئاً جداً وهناك الكثير بالنسبة لنا لنفكر فيه".

في الماضي، كان غاندي يتحدث مستغلاً منصبه لوضع حد لسياسات الأسرة - أمر ينطوي على مفارقة، لكنه هدف ليس مفاجئاً لـ "وريث متردد" يبدو أنه ينظر إلى ميراثه على أنه عبء أكثر منه فرصة.

والآن، سيكون على غاندي تحديد الطريقة الأفضل لجعل الحزب ديمقراطياً وإعادة تنشيطه، حتى وسط الضجة المختلسة لقيام دور أكبر لشقيقته، بريانكا غاندي فادرا، التي غالباً ما يتم مقارنة جاذبيتها الطبيعية بجدتها الراحلة، إنديرا.

يقول كابور من جامعة بنسلفانيا، "إن راهول عليه أن يقرر - هل يملك الرغبة في السياسة. إذا لم يكُن كذلك، عندها ربما، الطريقة الوحيدة هي (...) أن يترك العمل السياسي".

في الجانب الآخر، بدا رئيس الوزراء المقبل هادئاً بشكل غير مريح عندما شق طريقه من خلال حشود كبيرة ودخل مسرعاً إلى سيارة تنتظره خارج مقر حزب بهاراتيا جاناتا في ولاية غوجارات.

وعلى الرغم من جديته، لوح ناريندرا مودي بعلامة النصر لفترة وجيزة قبل أن ينطلق مسرعاً على صوت الطبول والألعاب النارية الاحتفالية.

وكان قد تجمع عدة مئات من أنصاره المتحمسين، الذين كانوا يلوحون بأعلام الزعفران من على الدراجات النارية ويرقصون على نواصي الشوارع في جميع أنحاء العاصمة أحمد آباد.

ومع أن مودي فاز بجميع المقاعد الـ 26 في ولايته، إلا أن منطقة واحدة على الأقل بدت خافتة بسبب النطاق غير المتوقع لفوزه وما قد يعني ذلك لقيادة هذه الأمة المتنوعة والواسعة: جوهابورا، منطقة الأقلية المسلمة الرئيسة في المدينة.

وتعتبر جوهابورا مدينة صغيرة في جنوب العاصمة، تضم نحو 400 ألف نسمة بما في ذلك العديد من النازحين بسبب أعمال الشغب الطائفية في عام 2002، وخلال الأيام الأولى من فترة مودي رئيسا للوزراء، التي قتل فيها عدة مئات من المسلمين. وكما يقول وقار كازي، وهو ناشط اجتماعي محلي: "المسلمون الذين يعيشون هنا يعرفون كل شيء عن مودي وأعمال الشغب، لكنهم ينظرون إليه باعتباره سبباً في العديد من المشكلات الأخرى". وأضاف "أنموذج مودي للتنمية لم يأت إلى هنا أبداً".

وهزم مودي المعارضين له من حزب المؤتمر عن طريق وعده بتحقيق النمو في ولاية غوجارات والازدهار للهند بشكل عام. وأثبتت الرسالة شعبيتها الكبيرة، بما في ذلك دعم بعض الناخبين المسلمين.

ويقول فيفيك جاين، وهو عامل في بنك وقف لساعات خارج مقر حزب بهاراتيا جاناتا لإلقاء نظرة على الزعيم الجديد لبلاده: "الهند بحاجة إلى مودي"، مضيفا: "كل شعب الهند يريد هذا التطور نفسه الذي أحضره هنا لنا".

ومن السهولة أن نرى تلك التنمية من خلال فتح طرق سريعة أنيقة من ستة ممرات. والشركات العالمية، مثل فورد وتاتا، التي تشغل المصانع اللامعة في جميع أنحاء المدينة، اجتذبها مناخ الأعمال المناسب في ولاية غوجارات.

لكن القليل من هذا الحظ السعيد وصل إلى جوهابورا، حيث يشكو السكان من الطرق الرديئة وإمدادات المياه الشحيحة والمدارس التي تفتقر إلى التجهيزات المناسبة.

( فايننشال تايمز 19/5/2014 )




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد