مدرسة عراقية تعفي جميع طلابها المتفوقين من الامتحانات

جي بي سي نيوز - قالت مصادر تربوية وتعليمية عراقية أن قلقا حقيقيا يسود الأوساط المعنية من تراجع العملية التعليمية في العراق إلى مستويات غير مسبوقة وأن حالة من عدم وضوح ما يجري في التعليم تسود مما يلقي ظلالا على العملية التعليمية برمتها.

وأشارت المصادر تعقيبا على أخبار تداولتها وسائل الإعلام العراقية عن اعفاء مدرسة متوسطة في قضاء الخالص العراقي في ديالى جميع الطلبة من اداء الامتحانات النهائية بعد أن جمعوا في التحصيل السنوي ما يعادل او يزيد عن 90% في كل المواد.

وثمة منهج في المدارس الثانوية العراقية يتيح اعفاء الطالب من الامتحانات النهائية إذا حقق في الامتحانات الفصلية معدلات عالية.

وتستفيد من هذه الميزة اعداد محدودة من التلاميذ ممن لا يؤدون الامتحانات الوزارية العامة (في مراحل الثالث متوسط والسادس ثانوي)، ولا تصل النسبة إلى أكثر من 20% من عدد الطلاب بما يتناسب مع تفاوت قدرات الطلبة بالعموم.

لكن متوسطة الوسيلة للبنين اعلنت عن اعفاء كافة الطلبة مما يعني انهم حققوا نتائج تتجاوز 90% في عموم الموضوعات وهو الأمر الذي اثار استهجان التربويين العراقيين وطرح أسئلة كثيرة عن مستوى التعليم في العراق.

وقال مراقب تعليمي عراقي "من غير المنطقي ان يكون كل الطلبة في تلك المدرسة متفوقين. هذا لا يتطابق مع أية احصائية وطنية او عالمية لمستويات الاداء لدى الطلبة."

وأضاف "لا يمكن تخيل أن كل الطلبة صاروا عباقرة بين ليلة وضحاها. هذا لا يتطابق مع أي من المعايير. لا بد ان ثمة خللا في العملية التعليمية."

وأشار إلى أن أكثر ما يثير القلق هو أن تحتفي قائمقامية قضاء الخالص (الادارة الحكومية المحلية المسؤولة) بالانجاز.

وكان قائممقام القضاء عدي الخدران قد قال في احاديث صحفية إن "إدارة قضاء الخالص أقامت، اليوم، حفلا تكريما متواضعا في متوسطة الوسيلة للبنين الواقعة داخل قضاء الخالص بعدما حققت اعفاء عاما لـ105 طلاب فيها"، مبينا أنها "أعلى معدلات التفوق العلمي".

واعتبر الخدران "ما حصل ظاهرة مثيرة للإعجاب وتستحق الثناء رغم صعوبة الظروف التي يمر بها قضاء الخالص من نواحي عدة"، مبينا إن "إدارة المتوسطة نجحت بجهود ذاتية من تحسين المستوى الدراسي للطلاب ودفعتهم للتفوق".

وطالب الخدران وزارة التربية بـ"تحويل المتوسطة الى إعدادية للمتميزين تحظى بالدعم والإسناد من اجل تحسين إطار التفوق العلمي بما يؤدي الى بناء أجيال قادرة على النهوض بالبلد".