تعيش وتاكل غيرها

سقط بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد ولن يكون أول من يحرز دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين منذ ان بدأ العمل بالنظام الجديد للمسابقة عام 1992.. سقط البافاري ولن يكون قادراً على الدفاع عن لقبه كبطل لأندية العالم خلال ديسمبر المقبل في المغرب.. سقط بالأربعة أمام الفريق الملكي في إياب نصف النهائي وهي النتيجة الأقسى له على أرضه في تاريخه الأوروبي الطويل علماً بأنه خسر بالنتيجة ذاتها امام أياكس وبرشلونة في 1973 و2009.. وسقط كماً ونوعاً لدرجة جعلت مدربه الشهير بيب غوارديولا عاجزاً بل مشلولاً كما لم يحدث له من قبل أي منذ ان ظهر على الواجهة ودرب برشلونة في 2008.

وسقطت أيضاً نظرية الاستحواذ التي استحدثها الخبير الكاتالوني بعدما عرف منافسوه كيف يحيدونها من خلال الصلابة الدفاعية وسرعة المرتدات واستثمار الكرات الثابتة من المدافعين والمهاجمين باعتبار أن الأهداف المدريدية الأول والثاني والرابع جاءت من ضربتي رأس إثر ركلة ركنية وركلة حرة ثم قذيفة زاحفة من ركلة حرة نفذها كريستيانو رونالدو، وأن الهدف الثالث ارتسم من مرتدة وثلاث تمريرات لدي ماريا، بن زيمة، بايل وتسديدة من رونالدو داخل الشباك الألمانية.. يكفي أن الصلابة الدفاعية منعت بايرن من تسديد أي كرة في الشوط الأول مع أنه نجح في 249 تمريرة وأن 547 تمريرة لم تثمر شيئاً لدى أحد الطرفين في حين أن 263 تمريرة ولّدت 4 أهداف لدى الطرف الآخر.

وإذا كان لكل إنسان حكاية، فإن حكاية سرجيو راموس كانت أكثر من رائعة مساء الثلاثاء وأروع من مثيلتها التي تخص زميله رونالدو الذي بات أول لاعب في تاريخ المسابقة الأوروبية الكبرى يحرز 16 هدفاً في موسم واحد.. ونذكر جميعاً كيف أن راموس سدد احدى ركلات الترجيح في السماء عندما فاز بايرن على ريال مدريد 3 - 1 في نصف الموسم 2011 - 2012 فانهالت «النكات» ومنها واحدة تقول إن حمامة نفقت بعدما أصابتها كرة راموس في الجو.. وقد سجل راموس الهدفين الأول والثاني في لقاء الثلاثاء بعد 16 و20 دقيقة فقضى على الإثارة كلياً ومهد للفريق الملكي فوزه الكاسح، ولم يسبق أن سجل مدافع هدفين في دور الأربعة.

وبعد، يحق لأنشيلوتي أن يحلم بإحراز اللقب الأوروبي للمرة الثالثة بعد 2003 و2007 مع ميلان بالذات علماً بأنه خسر نهائي 2005 لأنه قدم فريقاً رائعاً بكل معنى الكلمة مع أنه لا يضم أي لاعب جديد بالمقارنة مع الفريق الذي كان يدربه مورينيو حتى الموسم الماضي باستثناء بايل وكارفاخال وأحياناً إيسكو، ومن دون أن نتطرق الى الصفات الشخصية لكل من المدربين.. ريال مدريد صار فعلاً قريباً من لقبه العاشر منذ 1956، والأول منذ 2002.

أما بالنسبة الى غوارديولا فإن أسئلة كثيرة ستلاحقه ولفترة طويلة.. وستلزمه فترة طويلة ايضاً لتعود له هيبته وسمعته.. ويكفي أن بايرن كان يستعد لبلوغ المباراة النهائية للمرة الثالثة على التوالي والرابعة في مدى 5 سنوات، ولكنه لم يفلح.. ما الذي سيقوله له اصحاب الألسنة الطويلة في بايرن ولا سيما بكنباور وماتياس سامر؟ الله أعلم؟ وبالنسبة اليّ شخصياً أعتقد أنه تمنى لو لم تكن هناك فترة استراحة بين الشوطين لأنه لم يجد ما يقوله للاعبيه بعدما اهتزت شباكهم 3 مرات في الشوط الأول.

غوارديولا.. «تعيش وتاكل غيرها».

(المصدر : استاد الدوحة 2014-05-04)