روسيا تفتتح ممثلية رسمية في القدس.. لماذا الآن وكيف سيتلقى الفلسطينيون الصدمة؟
قوة عالمية عظمى ثانية تفتتح ممثلية دبلوماسية في القدس: بعد خمس سنوات من تدشين السفارة الأمريكية في القدس، تفتح روسيا فرع سفارة في مركز العاصمة، هكذا أجمل في اتفاق سري بين الدولتين، وصلت نسخة عنه إلى “إسرائيل اليوم”.
توصلت بلدية القدس ووزارة الخارجية الروسية مؤخراً إلى اتفاق حل وسط ذي معنى تاريخي. وفي أساسه تعهد روسي رسمي لتخطيط وبناء وتفعيل فرع قنصلي في مجال “موقف المصاعد” في قلب القدس. وبالمقابل، لن تصادر البلدية الأرض في صالح شق سكة للقطار الخفيف سيمر في المكان وتبحث عن حلول مواصلاتية أخرى.
إضافة إلى ذلك، تسمح البلدية للروس بتسجيل أرض بملكيتهم بطول 100 متر للطريق نحو المجال الدبلوماسي المستقبلي. كما أن القدس ستسحب كل دعاويها ومطالبها من الاتحاد الروسي الذي امتنع منذ سنوات عديدة عن دفع الضرائب والرسوم لها كما يتطلب القانون. كما أن موقف السيارات في شارع المصاعد سيبقى في عمله حتى بناء نطاق فرع السفارة.
مفاوضات طويلة
يقدم المجال الروسي الرسمي خدمات قنصلية لسكان القدس والمنطقة، وستكون فيه مساكن دبلوماسية، ما يمنح المكان مكانة أعلى من قنصلية. وحسب الاتفاق، سيستكمل بناء المكان في غضون خمس سنوات مع إمكانية تمديد الفترة الزمنية إلى عشر سنوات.
وقع الاتفاق في يوم القدس الأخير بمكتب رئيس البلدية موشيه ليئون، الذي رافق هو ووزير الخارجية ايلي كوهن المفاوضات المضنية في النصف سنة الأخيرة. ومثّل الروس في التوقيع كل من السفير في البلاد انطولي فيكتروف وسيرجيه ماكروف، اللذين عملا باسم نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. وعن البلدية وقع المدير العام ايتسي كلاري والمستشار القانوني إيلي مالكا، كما وقع على الاتفاق رئيس دائرة أوروبا – آسيا في وزارة الخارجية يوفال فوكس.
وورد في الاتفاق أن “الاتحاد الروسي يقيم مجال مبان يستخدم فرعاً للقسم القنصلي للسفارة الروسية… وزارة الخارجية تنظر إلى هذا التوافق بعين الإيجاب… وافق الطرف الروسي على اتخاذ الخطوات اللازمة لبناء سريع للمجال”.
معنى تاريخي
اعترفت روسيا رسمياً بغربي القدس كعاصمة إسرائيل منذ بضع سنوات. ومع ذلك، فإن التعهد للبناء الآن لمجال دبلوماسي رسمي في العاصمة له معان تاريخية؛ إذ إن الولايات المتحدة وروسيا الآن، وكلتاهما من ثلاث قوى عظمى هي الأقوى في العالم، ستفعلان ممثليات دبلوماسية في عاصمة إسرائيل. وهكذا يتعزز موقف إسرائيل بأن القدس هي عاصمتها، بخلاف قرار التقسيم في 1947 الذي قضى بأن تكون القدس دولية.
باستعدادهم لقيامهم ممثلية رسمية في القدس، يوجه الروس ضربة شديدة للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس إذ إنهم لا يشترطون تفعيلها بالوصول إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين.
يشار إلى أن إسرائيل تطالب دول العالم بفتح سفارات في القدس بحجم كامل، وتحظر تفعيل قنصليات. وسبب ذلك أن القنصليات، وفقاً النظام الدبلوماسي، تقع في مدن مركزية، بينما السفارات تقام دوماً في العواصم. بهذه الروح، هناك من يعتقدون أن فتح “فرع” أسوأ من غياب ممثلية لأن “الفرع” يسمح للدول بالامتناع عن السير حتى النهاية وفتح سفارة كاملة. من جهة أخرى، فإن الإنجاز المهم المتمثل في فتح ممثلية دبلوماسية رسمية في القدس هو رسالة عظيمة الأهمية لعشرات الدول في العالم التي لا تزال تتأثر بمواقف موسكو.
تعمل في القدس اليوم أربع سفارات رسمية عن الولايات المتحدة، وغواتيمالا، وهندوراس، وكوسوفو، وبرغواي، وبابوا غينيا الجديدة، وأغلب الظن هنغاريا أيضاً، ومن المتوقع لاحقاً أن تفتح سفارات في العاصمة. وهنغاريا وتشيكيا وسلوفاكيا تفعل اليوم روعاً دبلوماسياً في العاصمة.
أرئيل كهانا - إسرائيل اليوم
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews