تصعيد التوتر بين حماس ومصر بعد اتهامات لقادة القسام بقتل 16 جنديا برفح

جى بي سي - ازدادت حدة الهجمات التي تنفذها وسائل إعلام مصرية ضد حركة حماس خلال الساعات الأخيرة، بعد أن اتهمت قناة فضائية تبث من مصر ثلاثة من أبرز قادة كتائب القسام الجناح المسلح لحماس في قطاع غزة، بتنفيذ هجوم شهر آب (أغسطس) الماضي الذي أوقع 16 قتيلا في الجيش المصري في نقطة على مقربة من الحدود مع غزة، وهو ما اعتبرته الحركة محاولة لـ'دق أسافين' بين الشعبين الفلسطيني والمصري.

وبثت الاتهام الجديد لحركة حماس بتنفيذ هجمات دامية في مصر قناة سعودية تعمل في مصر وهي قناة ' mbc مصري'، نقلا عن مجلة 'الأهرام العربي'، حيث ذكرت المجلة أنها تمكنت من الحصول بشكل حصري على أسماء منفذي عملية رفح، التي تعود وقائعها إلى شهر رمضان الماضي (الخامس من شهر أغسطس 2012)، والتي راح ضحيتها ستة عشر جنديا وضابط مصري على الحدود.

ونشرت المجلة الخبر في عددها الأخير والذي سيصدر يوم غد السبت، أن منفذي الهجوم هم ثلاثة من أبرز قادة كتائب القسام وهم أيمن نوفل، ومحمد أبو شمالة، الشهير بـ'أبو خليل'، ورائد العطار (مهندس اختطاف الجندي الإسرائيلي غلعاد شليط)، وجميعهم من قادة الصف الأول في القسام.

وبحسب ما ذكرت القناة نقلا عن أشرف بدر رئيس تحرير مجلة 'الأهرام العربي'، فقد ذكر أنه تم الحصول على هذه المعلومات من 'شخصية كبيرة في حركة حماس'، وذكر أيضا أنه تم التيقن من هذه المعلومات من مصادر امنية في مصر.

وبحسب أشرف بدر فقد ذكر أن الهدف من وراء تنفيذ الهجوم 'كان الانتقام من الجيش المصري لهدم عدد كبير من الأنفاق التي كانت مصدرا ولا تزال للتجارة ولدخول الأسلحة والمخدرات إلى قطاع غزة'.

وسبق وأن وجهت وسائل إعلام مصرية بعد الهجوم اتهامات لحركة حماس التي تحكم قطاع غزة بالضلوع بالعملية، وزعمت أن المهاجمين قدموا عن طريق الأنفاق التي تربط جنوب القطاع بمصر، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ذكر أسماء محددة من قادة جناح حماس المسلح على أنهم شاركوا في الهجوم.

وأعلنت 'كتائب القسام' الذراع المسلّح لحركة حماس، امس، أنها ستقاضي وسائل إعلام مصرية وجّهت لحماس إتهامات مفبركة في محاولة لتشويه صورة المقاومة.

وقال أبو عبيدة، الناطق الاعلامي باسم كتائب القسام في مؤتمر صحافي عقده في غزة مساء امس، إن 'بعض وسائل الإعلام العربية والمصرية لا تزال تمارس سياسية ممنهجة في الكذب والتدليس، ومحاولة الزج باسم المقاومة وحركة حماس وكتائب القسّام خصوصاً في قضايا مصر الداخلية'.

من جهته وصف الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة والمقيم في مصر التهم بأنها 'أكاذيب جديدة، وهي لسان حال إسرائيل'.

وقال في تصريحات صحافية نشرها 'المركز الفلسطيني للإعلام منتقدا وسائل الإعلام المصرية التي تهاجم حماس 'في كل لحظة تحاول دق إسفين بين الشعبين الفلسطيني والمصري عبر أكاذيب من هذا القبيل'، وأكد أن هذه الادعاءات 'لا أساس لها من الصحة'، مضيفا 'لا يمكن أن يصدق أحد هذه الأكاذيب، فحماس لم تستهدف عدوها إسرائيل خارج حدود فلسطين، فكيف تستهدف جنودا مصريين خارج أراضيها وتقوم بفعل عسكري داخل أراضي مصر العزيزة'.

ويؤكد المسؤول الكبير في حماس أن الهدف من وراء هذه الاتهامات 'المزيد من البلبلة داخل الشارع المصري'، مشيرا إلى أن من اتهموا في التقرير من قادة القسام ليست عليهم أي أحكام داخل مصر.

وأكد أن هذه الأخبار المزعومة لم يذكرها أي مصدر عسكري مصري، وأن حماس لم تتهم من قريب أو بعيد'، نافيا ما ذكر عن إخضاع هؤلاء القادة الثلاثة للتحقيق، أو وصول أي تقارير من هذا القبيل للرئاسة المصرية.

وكشف أبو مرزوق النقاب عن أن هذه الأسماء التي تم ذكرها 'تتعاون مع الأجهزة المسؤولة في مصر على أتم وجه لأمن سيناء ولخير المصريين'.

ورد أبو مرزوق على اتهامات بدر حول دافع الهجوم، بالقول 'إن الأنفاق موجودة قبل وبعد حادث رفح وتعالج بصورة حكيمة مع الجيش والمخابرات المصرية، وليس بيننا وبينهم إلا كل تفاهم في هذه القضية، والأنفاق لا ضرورة لها إذا فتح معبر رفح'.

ونفى الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس الاتهامات، وقال ان القادة الثلاثة الذين ذكرت أسماؤهم، لم يغادروا قطاع غزة وانهم مطلوبون للاحتلال، الذي استهدف منازلهم في الحرب الأخيرة، وشكك في مصدر المعلومات التي استقت منه المجلة معلوماتها، وقال 'حماس لم تتلق أي اتصال أو مراجعة من أجهزة الأمن المصرية بهذا الشأن'.

وتوقع أن تتواصل هذه الحملات وتزداد وتيرتها حتى انتخابات مجلس النواب المصري.

وخلال العملية التي قتل فيها 16 جنديا وضابطا مصريا تم الاستيلاء على آلية مصفحة، استخدمها المسلحون في الهجوم على ثكنة إسرائيلية قريبة من الحدود، لكن الجيش الإسرائيلي صد الهجوم باستهداف الآلية وقتل من فيها من المهاجمين، وقالت تل أبيب بعد الهجوم انها كانت تمتلك معلومات عنه، وان جنودها كانوا في يقظة.

وتبين فيما بعد أن المهاجمين الذين قتلتهم إسرائيل ينتمون لجماعات متشددة تنتشرفي سيناء، وأنهم يحملون الجنسية المصرية.

وأقال الرئيس المصري محمد مرسي بعد العملية كلا من وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان، وعددا آخر من قادة الجيش، إضافة إلى مدير جهاز المخابرات العامة.

وترافقت الاتهامات الجديدة لقادة حماس مع إطلاق السلطات الأمنية في مطار القاهرة سراح سبعة فلسطينيين كانوا قادمين من سورية على متن احدى الطائرات.

وفور توقيفهم بالمطار سارعت وسائل إعلام مصرية إلى اتهامهم بالدخول لمصر بصورة غير شرعية 'عن طريق الأنفاق'، وقالت انهم كانوا لحظة توقيفهم يحملون خرائط لأماكن حساسة.

لكن أبو مرزوق نفى أن يكون هؤلاء السبعة يحملون أي خرائط، أو أنهم دخلوا مصر بطريقة غير شرعية، وشرح الأمر بالقول انه تبين لسلطات الجوازات بأن وثائق سفرهم لا تحمل أختاما على أنهم غادروا من سورية، حيث أن السلطات في سورية لا تعترف بجواز السفر الفلسطيني ولا تضع أختاما عليه، لمعارضتها لاتفاق أوسلو، حيث تضع الختم على ورقة جانبية.

وأشار أنه بعد سؤالهم عن جهة قدومهم عرضوا على جهاز الأمن الوطني، الذي سرعان ما وجد أوراقهم سليمة وقرر السماح لهم بالتوجه والعودة إلى قطاع غزة.

وقال منتقدا الإعلام المصري الذي يهاجم حماس 'في اللحظة التي تم فيها عرض الفلسطينيين السبعة على الجهات الأمنية المعنية وهو إجراء روتيني يتخذ، انطلقت بعض وسائل الإعلام وقامت بخلق موجة من الأكاذيب حول دخولهم من الأنفاق وتحدثت بأنه تم العثور بحوزتهم على خرائط لأماكن ومنشآت حيوية في مصر'.

ورغم صدور قرار بترحيلهم لغزة إلا أن السلطات الأمنية المصرية رفضت ترحيلهم ضمن مأمورية ترحيل توجهت إلى معبر رفح لدخول القطاع، لإجراء تحريات إضافية والاتصال ببعض جهات الأمن العربية والأجنبية للتأكد من عدم تورطهم في أية عمليات قبل تنفيذ قرار ترحيلهم.

وتتعرض حركة حماس لحملة انتقادات شرسة في وسائل الإعلام المصرية، إذ اتهمت الحركة مرارا بالمشاركة في الأحداث الجارية في مصر الآن، واتهمت بعض الوسائل الحركة بإرسال آلاف المقاتلين لمساعدة جماعة الإخوان المسلمين، وحماية قصر الاتحادية حيث مقر الرئيس محمد مرسي من الاقتحام.

ونفى مسؤولون في الحركة في أوقات سابقة صحة هذه الأنباء، وقالوا ان 'فلول' النظام السابق هم من يقفون خلفها لتشويه صورة الحركة، وأكدوا على عدم تدخلهم في أي شأن عربي داخلي، ودعوا لمقاضاة هذه الوسائل الإعلامية.

" القدس العربي "