حافلات حديدية في القرم... تذكير بماض مزدهر
جي بي سي نيوز:- تجتاز حافلات حديدية ذات عجلات اربع الغابات الواقعة على ضفاف البحر الاسود في شبه جزيرة القرم في اطول خط نقل يعمل بالكهرباء في العالم يعود انشاؤه الى اكثر من 55 عاماً.
ويمتد هذا الخط بطول 85 كيلومترا، وينطلق من مدينة "سيمفيروبول" عاصمة شبه جزيرة القرم، مروراً بقرية "بيريفالن"، حيث كانت تقع قاعدة كبيرة للجيش الاوكراني سيطرت عليها روسيا الأسبوع الماضي، ومن بعدها "ماساندرا" وصولاً الى "يالطا"، المدينة السياحية على ضفاف البحر الاسود.
قبل ثلاثين عاما، كانت ناتاليا يودنكوفا ترشد السياح في هذه المنطقة، وهي تحفظ معالمها عن ظهر قلب. وتقول "كنت آتي للعمل هنا يومياً بسرور، ويقتصر عملي على اصطحاب الزوار".
افتتح هذا الخط الكهربائي في العام 1959، بطلب من الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف، لان التربة الرخوة لم تكن صالحة لمد خط سكة حديدية، ولان اعتماد الحافلات العاملة على الوقود كوسيلة نقل كان ليسبب تلوثا كبيرا في المنطقة.
وكانت المنتجعات السياحية على ضفاف البحر الاسود والجبال الخلابة في شبه جزيرة القرم تجذب في الصيف سياح الاتحاد السوفياتي.
ولطالما كان "الخط 52" وسيلة النقل الوحيدة للعاملين في المنطقة. وكان ينقل، في عصره الذهبي، نصف مليون شخص يومياً، وكان يسيّر عربة كل دقيقتين.
ويقول مدير شركة "كريم تروليباص" المشغلة لهذا الخط فاليري زايكين إن "هذه الطريق كانت رمزاً لحياة جديدة، لحياة مريحة للناس، كانت طريقاً تجلب لهم السعادة".
ويضيف "كان صورة لما هي عليه شبه جزيرة القرم". ووفق زايكن، فإن هذه الحافلات في القرم نقلت على مدى العقود الماضية 6 بليون شخص.
وما زالت هذه الطريق القديمة، التي كانت في ما مضى رمزاً للحداثة، محافظة على رونقها. ولكن الطرازات المتهالكة من الحافلات المصنوعة في "تشيكوسلوفاكيا" التي ما زالت في الخدمة باتت تصلح للعرض في المتاحف اكثر من مواصلة العمل. ويقول ياكوب، احد السالكين لهذا الطريق بانتظام، انه يتمنى لو كان لديه سيارة، ليكف عن استخدام هذه الحافلات.
ويضيف "آن الأوان لسحب هذه الحافلات من الخدمة افساحاً في المجال للسيارات لتتمكن من التحرك بسرعة، كما هو الحال في دول اخرى".
ويتابع قائلا "انها حافلات بطيئة ولا تكف عن الاهتزاز، سيختلف الامر لو استبدلوا حافلات جديدة بهذه الحافلات". لكن الطرازات الجديدة من حافلات "التروليباص" هذه، ليست معدة للسير في هذا الطريق المتعرج بين قمم جبال القرم والذي ينحدر بعد ذلك بسرعة الى ضفاف البحر الاسود.
ويقول فاليري زايكين ان "احد مصانع غرب أوكرانيا كُلف بتصميم حافلات مناسبة للخط 52، لكن الاضطرابات السياسية في شبه الجزيرة المنفصلة أخيراً عن أوكرانيا اثر استفتاء قضى بانضمامها لروسيا، أوقفت المشروع".
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews