نمو الطفل النفسي في مرحلة ما قبل المدرسة

جي بي سي نيوز - من أهم السمات النفسية والعاطفية للطفل في عُمر 3 سنوات الرغبة في الاستكشاف، والتقلب بين مجموعة واسعة من المشاعر: الحب، والتبعية، والغضب، والاحتجاج، والخوف. يتبنى الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة مجموعة من الهويات، ويمنح عواطف وهويات أخرى للجماد والأشياء. قد يتحدث بلسان شجرة أو القمر ويخبر والديه أن القمر تحدث إليه.

من وقت لآخر قد ينمّي خيال الطفل في هذه المرحلة وجود أصدقاء وهميين له. بعض الأطفال يبتكرون شخصية جديدة لصديق وهمي كل 6 أشهر، ويحافظ الآخرون على وجود نفس الشخصية المبتكرة لفترات أطول كثيراً.

لا يعتبر ابتكار شخصية صديق وهمي علامة على الوحدة أو القلق، بقدر ما هو وسيلة خلاقة لتذوق الطفل مختلف الأنشطة، ومد خطوط المحادثة، واستكشاف سلوكيات وعواطف.

على الوالدين مراقبة طفلهما على مدار اليوم، للاطلاع على حركة خياله الواسعة، ومشاركته بعض مشاعر المسرحية الدائمة التي تعتبر طبيعية لنموه العاطفي والذهني والسلوكي.

من الهام طمأنة الطفل في حال مروره بمشاعر خوف أو استياء من حادثة وهمية يبتكرها خياله أثناء انطلاقه، يجب في هذه الحالة عدم التقليل من شأن مخاوفه، وعدم الاستهانة بها. كذلك يجب عدم تثبيطه عن ممارسة نشاط التخيل الهام لنموه.

ينبغي على الوالدين الانضمام إلى المسرحية الدائمة النشطة في خيال الطفل من وقت لآخر. يمكن لمشاركة الأم أو الأب المساعدة في تطوير بعض المشاعر والأحاسيس، مثلاً قد تتضمن خيالات الصغير إرسال دميته إلى المدرسة أو الحضانة لاستكشاف الأحاسيس المتعلقة بهذا الأمر. من الهام هنا إذا أراد أحد الوالدين زرع فكرة معينة أن يعي أهمية أن يكون الطفل هو المسيطر على لعبة الخيال، فهذا جزء من الفرح والمتعة بالنسبة له، لذلك إذا طلب منك أن تلعب دوراً معيناً اقبله كما يريد هو، وقلل من الأداء التوجيهي.

من المفيد أن يعرف الطفل أن والديه فخوران باستقلالية خيال، وأنهما يستمتعان بإبداعه، ويستمعان لما يقول باهتمام.

في مرحلة ما قبل المدرسة، سن 4 و5 سنوات، يحتاج الصغير لإعطائه بعض الخيارات في الطعام والملبس، بحيث يختار هو ما يرغب من بين خيارين أو ثلاثة خيارات متوفرة أمامه.

سيكون لدى الطفل في هذا العمر فضول لتوجيه أسئلة عن الجُماع والأعضاء التناسلية، هذا الفضول طبيعي، ويحتاج الطفل إلى عدم التوبيخ، وإنما إلى إجابة مباشرة مختصرة، فهو لا يبحث عن تفاصيل، وليس لديه دافع سوى الفضول. ينبغي أن تكون الإجابة عن فائدة الأعضاء التناسلية متعلقة بالجوانب الصحية، والتنبيه على أن التعري غير مقبول، وأنه ممنوع لأي شخص لمس هذه المناطق إلا للأغراض الطبية.