الإستخبارات الإسرائيلية تطرح محمد دحلان بديلا عن أبو مازن

جي بي سي نيوز - : حملت الإستخبارات الأإسرائيلية عبر موقع ديفكه العبري الأحد على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، واتهمته بشتى أنواع الإتهامات من أجل زعزعة يقين الفلسطينيين به وبخطواته ، إلا أن سياق التقرير يدل على أن جهاز الإستخبارات الصهيوني قد أفلس فعلا ، بدليل هذا التقرير الذي لا يكتبه إلا مبتدئون وهو أمر يظهر حجم الضربة التي وجهها أبو مازن لنتنياهو من خلال انضمام دولة فلسطين للعديد من المنظمات الدولية ردا على رفض إسرائيل الإفراج عن الأسرى في الدفعة الرابعة ، وتماديها في الإستيطان وغيره ..

وتنبه جي بي سي نيوز أن التقرير فيه دس كبير وتحريض واضح ، إلا أننا ننشره حرفيا كما ورد ليطلع القارئ العربي على حجم الحقد الذي يكنه الصهاينة للفلسطينيين .. يقول ديفكه :

أنه لو كان الرئيس الفلسطيني أبو مازن يرغب في إقامة دولة فلسطينية لكان عليه العمل مثلما عمل ديفيد بن جوريون في الرابع عشر من أيار 1948، ولكان جمع في قاعة البرلمان الفلسطيني في رام الله لجميع كبار مسؤولي المجتمع الفلسطيني والوزراء وأعلن أمامهم عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

أضاف الموقع المقرب من الإستخبارات الإسرائيلية كما رصدته جي بي سي نيوز من حيفا : إن تهديدات إسرائيل للعمل ضد السلطة الفلسطينية في مثل هذه الحالة هي مجرد تهديدات لا قيمة لها. بيد أن أبو مازن لن يقوم بمثل هذه الخطوة أبدا. فمثلما عمل طيلة السنوات التسع عشرة الأخيرة منذ عام 1995 سرا على إعداد الوثيقة المسماة وثيقة بيلين أبو مازن، وعندما خرجت إلى حيز الوجود رفض التوقيع عليها، فإن أبو مازن وباستثناء الكلام، لن يوافق على التوقيع على أية وثيقة تفضي إلى إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، لأن التوقيع على مثل هذه الوثيقة يتعارض مع نظرية وجود هذا الرجل السياسي الذي سيبلغ الثمانين بعد فترة وجيزة.

ويرجع السبب في ذلك أنه إذا قامت دولة فلسطينية فسوف يعني ذلك نهاية سلطته. إن هذا الرجل يحتفظ بمنصبه بصورة غير قانونية، فقد جرت الانتخابات الأخيرة عام 2006، عندما حصلت حركة حماس على 76 مقعدا في المجلس التشريعي الفلسطيني مقابل 48 مقعدا حصلت عليها حركة فتح. أي أن الرجل الموصوف بأنه شريك في المفاوضات هو الرجل الذي يحتفظ بالسلطة عبر حراب وبنادق كتائب الأمن الفلسطينية السبع والتي تقوم الولايات المتحدة وأوروبا بتمويلها نظرا لأن الدول العربية والخليج بشكل خاص لم يعودوا يمولون السلطة الفلسطينية.

إن النضال الذي يخوضه أبو مازن من أجل التوصل إلى الاستقلال الفلسطيني دون أن يرغب في ذلك يرمي لهدفين: ضمان استمرارية سلطته الدكتاتورية عبر الحصول على الشرعية من جهات خارجية، وثانيا: ضمان استمرارية المساعدات لأن هذه المساعدات هي الأساس الذي تقوم عليه الطبقة الحاكمة في السلطة والتي يسيطر عليها الفساد. ولهذا السبب حتى لو تم التوصل إلى اتفاقية انتقالية مؤقتة مع الفلسطينيين فإن الفساد القائم سيسقط هذه الاتفاقيات.

إن الوحيد القادر على التحدث عن هذا الفساد هو محمد دحلان الذي فر من رام الله، بيد أن هناك ثلاث مشاكل رئيسية بالنسبة لدحلان:

1- أن الأميركيين ليسوا على استعداد لسماع أي شيء منه لأنه قبل سبع سنوات – عام 2007- أخذ منهم مبالغ طائلة من أجل العمل على إسقاط نظام حركة حماس في قطاع غزة، وهناك من يقول: أن حجم هذه المبالغ وصل إلى مليار دولار. كما أن الأميركيين كفوا عن دعمه نظرا لعلاقته مع السعودية ودول خليجية .

2- نظرا لأن دحلان يقول الحقيقة بشأن حجم فساد أبو مازن ويدعو علنا لإسقاطه، فقد تحول إلى عدو شخصي لأبو مازن والمؤسسات الفلسطينية المحيطة به، والتي تخوض ضد دحلان ومؤيده حربا لا هوادة فيها.

3- بيد أن المشكلة هي أن في الخليج آذانا تصغي لما يقول دحلان.

ومن الجدير بالذكر أن دحلان يقيم حاليا في مكتب قريبا جدا من مكتب وزير الدفاع المصري السابق عبد الفتاح السيسي والذي سيصبح رئيسا للجمهورية المصرية حيث يعمل مستشارا له.ولهذا السبب لا يستطيع أبو مازن التوجه إلى القاهرة حاليا، وإذا توجه إلى القاهرة فلن يجد من يتحدث معه. وهناك من يقول: إن العلاقة بين السيسي ودحلان نشأت بوساطة خليجية .

إن التطورات الأخيرة التي حدثت على الساحة الفلسطينية وتهديدات أبو مازن لا أهمية لها، بيد أن ما هو مهم التطور على محور الخليج والعربية السعودية ومصر التي تقف خلف دحلان. وإدارة إوباما تعارض هذا الوضع بسبب الحرب التي يشنها هذا المحور على الإخوان المسلمين. لقد قال وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان خلال الأسبوع الحالي جملة ملفتة للنظر جدا، فقد قال: أن الكرة في ملعب الفلسطينيين دون أية علاقة للمفاوضات: يوجد لإسرائيل آفاق سياسية جذابة مع الدول العربية مثل بعض دول الخليج والعربية السعودية، وإذا كان أبو مازن يرغب في السير معنا بهذا الاتجاه، فهذا جيد، وإذا لم يرغب فنحن لا نريده.

لقد ألمح ليبرمان بذلك أن حكومة نتنياهو على استعداد للسير باتجاه المحور المصري السعودي الخليجي بما فيه عامله الفلسطيني- أي دحلان- ولا شك أن هذه إلماحة واضحة جدا لأبو مازن باستعداد إسرائيل بشأن الطريق الذي قد تختار العمل فيه ضده.

إلى هنا انتهى التقرير الأمني الصهيوني الذي يحرض على محمود عباس ، بسبب أنه رفض الإملاءات الإسرائيلية واتخذ خطوات لاقت تأييد الفلسطينيين بمن فيهم خصوم فتح التقليديين : حركة حماس ، وسيظل أبو مازن موضع احترام الفلسطينيين طالما لم يغير موقفه الأخير . ( المصدر : جي بي سي نيوز - حيفا ) .