الثورة السورية تدخل عامها الرابع لماذا لم يسقط الأسد؟
مع دخول الثورة السورية يوم أمس عامها الرابع، سجل السوريون 1096 يوما من المواجهات السلمية والعسكرية ضد أعتى نظام إرهابي في القرنين العشرين والحادي والعشرين، قتل خلالها نحو 200 ألف سوري وجرح أكثر من نصف مليون واعتقل ربع مليون شخص، ودمر أكثر من 2.5 مليون منزل، وهجر 9.6 مليون سوري من منازلهم، ودفع 3 ملايين سوري للهروب إلى خارج سوريا واغتصب نظام الأسد الإجرامي أكثر من 25 امرأة وفتاة، وقتل أكثر من 10 آلاف طفل، مما يجعل ما يجري في سوريا "مأساة القرن" بكل ما تعنيه المأساة من معاناة وألم ودماء ودموع.
ورغم كل هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، لا يزال نظام الأسد الإجرامي البربري الهمجي متماسكا ولم يسقط حتى الآن، فما هي العوامل التي ساعدت نظام الأسد الإرهابي على الصمود في وجه الثورة وعدم الانهيار والتفكك؟ هناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية وفرت لنظام الأسد المجرم القدرة على الاستمرار منها:
1- تكتل الطائفة العلوية حول نظام الأسد الإجرامي، مما وفر له حاضنة وخزانا بشريا يمده بالرجال، فأتباع الديانة العلوية انحازوا إلى جانب نظام يعتبرونه ممثلا لهم، طبعا مع بعض الاستثناءات الفردية من العلويين وهم لا يشكلون أي ثقل ولا وزن لهم.
2- تمحور منتفعين وانتهازيين حول "حزب البعث العربي الاشتراكي" الذي يقوده الأسد، وهؤلاء ربطوا مصيرهم بمصير هذا الحزب، ويعتبرون سقوطه سقوطا لهم.
3- دخول ميليشيات حزب الله المعركة إلى جانب قوات الأسد، وعناصر هذا الحزب "حالش" مدربون ولديهم الخبرة العسكرية والميدانية والقدرة على شن حرب عصابات، بالإضافة إلى الشحن الأيديولوجي والديني ويظهر هذا في شعاراتهم "يا لثأرات الحسين.. وزينب لن تسبى مرتين"، واعتبر زعيمه حسن نصر الله القتال في سوريا "واجبا مقدسا وحربا تاريخية"، وصرح أحد قادة الحزب أنه "لولا حزب الله لسقط الأسد في ساعتين".
4- دخول مجموعات كبيرة من الميليشيات الشيعية العراقية مما يسمى "عصائب أهل الحق وكتائب أبو الفضل العباس"، للقتال إلى جانب نظام الأسد لأسباب دينية.
5- دخول مجاميع من الحوثيين اليمنيين الشيعة إلى سوريا للقتال دفاعا عن نظام الأسد الإرهابي، وهؤلاء وفروا مددا بشريا للتحالف الشيعي في سوريا.
6- الدعم المطلق من إيران للأسد ونظامه الدموي ماليا وسياسيا وعسكريا وبإرسال الخبراء العسكريين من الحرس الثوري.
7- الدعم السياسي والدبلوماسي اللا محدود من قبل روسيا لنظام الأسد الإرهابي المجرم والدفاع عنه في المحافل الدولية وعرقلة صدور أي قرار ضده من قبل مجلس الأمن، بمشاركة الصين..
8- من العوامل التي أسهمت بعدم سقوط الأسد تفكك المعارضة السورية وتحولها إلى أدوات تلعب بها الدول الإقليمية.
9- ظهور ما يسمى دولة العراق الإسلامية في العراق والشام والتي تعرف إعلاميا بـــ "داعش"، وتحركاتها المشبوهة وشنها المعارك ضد الثوار مما أجبر فصائل الثورة السورية على قتال هذه المجموعة الضالة المضلة، وقد ثبت أنها تعمل لصالح نظام الأسد الإرهابي، وأن بعض قادتها من ضبط الحرس الجمهوري لنظام الأسد المجرم، واغتالت "داعش" أكثر من 25 قائدا من الكتائب الإسلامية والجيش الحر، وأدى القتال معها إلى سقوط نحو 1500 قتيل، مما خفف الضغط عن قوات الأسد وميليشياته.
هذه بعض الأسباب التي حالت دون سقوط نظام الأسد الإرهابي حتى الآن، وأجلت انتصار الثورة التي يمكن وصفها بأنها "أعظم وأشجع ثورة في التاريخ الإنساني" رغم تعرض الشعب السوري لمجازر وإبادات تفوق ما نفذه هتلر بمرات عديدة كما قال مسؤول أممي.
( الشرق 17/3/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews