القرابة في بيئة العمل
كان الرجل يشكو من واقع رآه بمجرد تعيينه مسؤولا عن إدارة إحدى المنشآت المهمة. قال: عندما باشرت عملي، اكتشفت أن المكان يزخر بشبكة من الأقارب.
لم يتمكن الرجل من التحرر من عبء هذه التركة التي ورثها من المسؤول السابق. قال الرجل إن الأعراف المهنية والأنظمة تمنع مثل هذه الخروقات، لكن الإشكالية أن الأمور تأتي على هذا المنوال في جهات عدة، ثم أخذ الرجل يستعرض بعض الأمثلة.
كان من المفاجئ حقا هذا القدر من استشراء الظاهرة. في اللقاء الذي جمع عددا من الأفاضل، كان الحديث يأخذ شكلا هادئا، لا مزايدة فيه ولا تشكيك أو تحريض. قيل في هذا اللقاء الاجتماعي إن الأمر يأتي غالبا بشكل عفوي، لكنه مع الوقت يغدو ملحوظا في هذه المنشأة أو تلك. في بيئات العمل المميزة، يكون التدقيق حول مسألة القرابة أو حتى الصداقة، نأيا عن اختلال المعايير، لكن هذا الأمر نادر جدا.
قال أحد الموجودين: لماذا نخدع أنفسنا؟ نحن لسنا ملائكة. أنا قمت ــــ والحديث للرجل ــــ بتعيين الأقارب والمعارف عندي وفي أماكن أخرى، ولن أتردد في فعل هذا.
أضاف: طالما أن الأمر مجرد مسألة اختيارية، لا قانون يعاقب على مثل هذه الممارسة، فلماذا تريد مني أن أكون مثاليا وسواي يمارسون هذا؟
ثم قال: لن يحصد سواد الوجه مع الجماعة إلا أنا إن قصرت في هذا المجال. صمت الجميع. بقي صدى كلمة الرجل يتردد. كان الرجل صريحا للغاية.
نقد الظواهر المجتمعية سهل. لكن من يجروء على تحويل ما ينتقده إلى سلوك شخصي ينعكس عليه؟! إنه السؤال الأهم. كانت خاتمة النقاش، قول أحد الحضور وهو يشير إلى الشباب الحاضر: نحن نعول على هؤلاء لتغيير الطريقة التي نشكو من وجودها في الوقت الحالي.
( الاقتصادية 1/3/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews